
في إطار الجهود المتواصلة لمكافحة شبكات الهجرة غير النظامية وحماية السواحل الوطنية، تمكنت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي ببيوكرى، في الساعات الأولى من صباح أمس التلاتاء، من إفشال محاولة جديدة للهجرة السرية بمنطقة بوالفضايل الساحلية، التابعة لجماعة ماسة بإقليم اشتوكة آيت باها.
وقد أسفرت هذه العملية الأمنية النوعية عن توقيف مجموعة من الأشخاص المنحدرين من دول جنوب الصحراء الكبرى، والذين كانوا يستعدون للانطلاق عبر البحر في رحلة محفوفة بالمخاطر نحو الضفة الأخرى. وجاءت هذه العملية نتيجة للانتشار الأمني المكثف واليقظة العالية التي تبديها عناصر الدرك الملكي على طول الشريط الساحلي للمنطقة، بهدف التصدي لهذه الأنشطة غير القانونية التي تستغل ظروف بعض الأشخاص وحاجتهم إلى البحث عن آفاق أفضل.
فور توقيفهم، تم اقتياد المهاجرين غير النظاميين إلى مقر الدرك الملكي ببيوكرى، حيث يجري حاليًا الاستماع إليهم وتحرير محاضر قانونية في حقهم، وذلك تحت الإشراف المباشر للنيابة العامة المختصة. وتهدف هذه الإجراءات إلى الكشف عن ملابسات هذه المحاولة وتحديد هوية المتورطين المحتملين في تنظيم وتسهيل عمليات الهجرة السرية.
تُعد منطقة ماسة وشواطئها من بين النقاط التي تستغلها بعض الشبكات الإجرامية المنظمة في تهريب الأشخاص، مستغلين قربها النسبي من جزر الكناري. إلا أن التواجد الأمني المستمر والعمليات الاستباقية التي تنفذها مختلف الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها الدرك الملكي، تحد بشكل كبير من نشاط هذه الشبكات وتحبط مخططاتها.
تؤكد هذه العملية الأمنية الأخيرة على العزم القوي للسلطات المغربية في مواجهة الهجرة غير النظامية بكل الوسائل القانونية المتاحة، وحماية أرواح الأشخاص الذين يقعون ضحايا لهذه الشبكات الإجرامية التي تتاجر بآمالهم وأحلامهم. كما تعكس الجهود المضنية التي تبذلها عناصر الدرك الملكي في سبيل الحفاظ على الأمن والاستقرار ومكافحة جميع أشكال الجريمة التي تهدد سلامة المواطنين والوطن.
ومن المتوقع أن تسفر التحقيقات الجارية عن تفاصيل إضافية حول هذه المحاولة والجهات التي تقف خلفها، في إطار سعي السلطات إلى تفكيك هذه الشبكات وتقديم المتورطين إلى العدالة. وتظل اليقظة الأمنية والتعاون الوثيق بين مختلف الأجهزة المعنية هما السلاح الأمضى في مواجهة تحدي الهجرة غير النظامية.