في كلمته بالمهرجان الوطني لفن الروايس.. النقيب جواد شديد: فن الروايس مرآة للهوية المغربية ومسؤوليتنا جماعية في حمايته

أكَد النقيب جواد شديد، الأمين العام للنقابة المغربية للمهن الفنية، أن فن الروايس ليس مجرد لون غنائي فلكلوري، بل هو مدرسة فكرية وجمالية تعبّر عن عمق الهوية المغربية وروحها الأمازيغية المتعددة، داعيًا إلى تعزيز الجهود المؤسساتية والمدنية لحماية هذا الفن العريق وتأهيل ممارسيه.

وجاءت كلمة النقيب خلال مشاركته في الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الوطني لفن الروايس، المنظم من طرف المديرية الجهوية للثقافة بجهة سوس ماسة، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والذي اعتبره “تظاهرة ثقافية راقية، تُجسد الاستمرارية الفنية والرمزية لهذا التراث اللامادي الأصيل”.

وأشار شديد إلى أن كل محطة ثقافية كبرى تُعيد التأكيد على غنى المغرب الرمزي وتنوعه الثقافي، مضيفًا أن فن الروايس هو “مرآة صادقة للهوية الأمازيغية، ومنصة راقية للتعبير عن قضايا الإنسان المغربي، وأحلامه، ومعاناته”.

✍️ الروايس: من الترفيه إلى التعبير الجمالي

في مداخلته، شدد النقيب على أن فن الروايس “ليس ترفًا”، بل يُعد من أبرز أشكال التعبير الجماعي الذي ينقل الحِكم الشعبية، ويوثق للمراحل التاريخية والاجتماعية عبر الكلمة واللحن، داعيًا إلى الاعتراف به كأحد أركان الهوية الفنية المغربية التي يجب صونها ومأسستها وتطويرها.

وأضاف:

“إن مسؤوليتنا اليوم جماعية في حماية هذا الفن، وتأهيل فنانيه، وتوفير الظروف القانونية والاجتماعية لضمان استمراريتهم وكرامتهم”.

🛠️ دعم حقيقي للفنانين: التكوين، الحماية، التوثيق

وفي هذا الإطار، جددت النقابة المغربية للمهن الفنية التزامها بدعم فناني الروايس، والعمل على ملفاتهم الاجتماعية والمهنية، من خلال برامج للتكوين المستمر، وتوثيق الأرشيف الغنائي، وإقامة جسور التواصل بين أجيال الروايس، معتبرة أن هذه الخطوات لا غنى عنها لضمان استمرارية هذا التراث الفني في وجه التحديات العصرية.

كما دعا شديد إلى “تسويق هذا الفن دولياً عبر ديبلوماسية فنية ناعمة تليق بصورة المغرب وتراثه”، مقترحًا تحويل المهرجان إلى منصة دولية تجمع بين الروايس وفنانين من ثقافات مختلفة.

🎶 الفن ضرورة حضارية

وختم كلمته بتوجيه التحية لجميع فناني الروايس عبر ربوع المملكة، قائلاً:

“هذا المهرجان ليس فقط احتفالًا، بل محطة تأمل وتجديد للرؤية، وتأكيد على أن الفن في بلادنا ليس كماليات، بل هو ضرورة حضارية ومستقبلية”.
“تحية لسوس العالمة، مهد الإبداع، ومنارة الأصالة، وتحية لكل من صان هذا التراث واحتضنه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى