أزمة النفايات في أيت ملول: إهمال يهدد صحة السكان وجمال المدينة

يشهد شارع عبد الله إبراهيم في مدينة أيت ملول مشهدًا متكررًا يثير استياءً وقلقًا عميقين بين السكان. حاويات النفايات، التي يفترض أن تكون وسيلة للتخلص الآمن من القمامة، تحولت إلى بؤر للنفايات المتراكمة، تنبعث منها روائح كريهة وتشوه المنظر العام للمدينة. يجد المواطنون أنفسهم في موقف صعب، حيث يضطرون إما إلى رمي نفاياتهم بجانب الحاويات الممتلئة، أو الاحتفاظ بها في منازلهم، في انتظار فرصة أخرى للتخلص منها، وهو وضع لا يليق بمدينة تتطلع إلى النظافة والتطور.

تساؤلات حول غياب المسؤولية

يثير هذا الوضع المزري تساؤلات ملحة حول دور المسؤولين. أين هم أولئك الذين يحرصون على الظهور في الصور التذكارية خلال المناسبات والاحتفالات؟ أين هم المنتخبون الذين يتحدثون عن التنمية والتغيير في مقرات أحزابهم؟ هل يقتصر دورهم على الظهور الإعلامي والتقاط الصور، بينما يواجه المواطنون يوميًا مشاكل أساسية مثل تدبير النفايات؟

فجوة بين الوعود والواقع

يكشف الواقع المرير أن تدبير النظافة في المدينة لا يحظى بالاهتمام الكافي، على الرغم من تخصيص ميزانيات لهذا القطاع الحيوي في الجماعات المحلية. ينتظر المواطنون، الذين يدفعون الضرائب، خدمات تليق بحقهم في بيئة نظيفة وصحية، لكنهم يصطدمون بالإهمال والعجز عن إيجاد حلول مستدامة.

دور المجتمع في إحداث التغيير

لا يقتصر الحل على انتقاد الوضع القائم، بل يتطلب تفعيل دور الرقابة الشعبية ومحاسبة المسؤولين على تقصيرهم، والضغط من أجل تطبيق سياسات فعالة لتدبير النفايات. كما أن وعي المواطنين بأهمية الحفاظ على النظافة والمطالبة بحلول عملية يمكن أن يشكل قوة ضغط لإجبار المسؤولين على تحمل مسؤولياتهم، بدل الاكتفاء بالظهور الإعلامي والوعود الزائفة.

تستحق مدينة أيت ملول، بتاريخها العريق وسكانها النشطين، مسؤولين على قدر تطلعاتها، وليس مجرد شخصيات تجيد فن التقاط الصور وإطلاق الوعود الفارغة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى