أزمة الإنارة العمومية بحي المزار قصبة الطاهر: معاناة مستمرة وتجاهل غير مبرر

يعيش سكان حي المزار قصبة الطاهر بالجماعة الترابية أيت ملول وضعًا متأزمًا بسبب غياب الإنارة العمومية، الأمر الذي يعرضهم لمخاطر أمنية كبيرة ويؤثر سلبًا على جودة حياتهم اليومية. وعلى الرغم من الاتفاقات الرسمية التي تم التوصل إليها خلال اجتماع انعقد بتاريخ 17 فبراير 2025، بحضور مختلف الجهات المعنية، إلا أن مصلحة الإنارة العمومية بجماعة أيت ملول تواصل تماطلها في تنفيذ التزاماتها، متجاهلة مطالب الساكنة ومخرجات الاجتماع الرسمي.

اتفاق لم يُنفذ وتجاهل مستمر
خلال الاجتماع الذي انعقد بقاعة الاجتماعات بمقر الإنارة الحضرية الغربية بأيت ملول، تم الاتفاق على الشروع في تركيب المصابيح لتحسين الإنارة بالحي، وهو مطلب طال انتظاره من قبل الساكنة. إلا أنه وبعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على تاريخ بدء التنفيذ المحدد في 28 فبراير 2025، لم يتم تركيب أي مصباح. وعند التواصل مع مصلحة الإنارة، يكون الرد دائمًا بأنهم منشغلون بأعمال الصيانة، في الوقت الذي تستمر فيه الأشغال بشكل طبيعي في أحياء أخرى، مما يثير تساؤلات حول التمييز الممنهج والإقصاء الذي تتعرض له الملحقة الإدارية الرابعة – المزار.

تداعيات خطيرة على السكان
إن غياب الإنارة العمومية لا يعد مجرد مشكل تقني، بل هو معضلة تؤثر بشكل مباشر على أمن وسلامة السكان. فالأزقة والشوارع المظلمة تشكل بيئة خصبة لانتشار الجريمة، كما تعيق حركة الساكنة، خاصة خلال ساعات الليل. وبالإضافة إلى الجانب الأمني، فإن غياب الإنارة ينعكس سلبًا على الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية داخل الحي، مما يعمق حالة التهميش التي يعاني منها السكان.

مناشدات وتدخلات غير كافية
سبق لجمعيات المجتمع المدني بحي المزار قصبة الطاهر أن وجهت شكاية رسمية إلى عامل عمالة إنزكان أيت ملول بتاريخ 24 فبراير 2025، تطالب فيها بالتدخل العاجل لحل هذا المشكل. إلا أن التجاوب مع هذه الشكاوى من طرف المجلس الجماعي كان ضعيفًا، وما تزال الأشغال متوقفة، مما يطرح علامات استفهام حول مدى التزام الجهات المسؤولة بتنفيذ وعودها.

مطالب عاجلة لإنقاذ الحي من الظلام
في ظل هذه الوضعية المقلقة، يطالب سكان حي المزار قصبة الطاهر من السيد عامل عمالة إنزكان أيت ملول التدخل العاجل لإلزام مصلحة الإنارة العمومية بتنفيذ التزاماتها وفق مخرجات الاجتماع، واتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من يتسبب في تعطيل مشاريع تنموية حيوية تمس حياة المواطنين اليومية. كما يدعو السكان إلى ضرورة إشراك المجتمع المدني في متابعة تنفيذ هذه المشاريع، ضمانًا للشفافية وحسن سير الأشغال.

إن إنارة الشوارع ليست رفاهية، بل هي حق أساسي من حقوق الساكنة يجب أن يُحترم، خاصة في ظل التوجهات الوطنية نحو تحسين جودة الحياة بالمناطق الحضرية. لذا، فإن أي تماطل أو تأخير غير مبرر في تنفيذ مشاريع الإنارة العمومية يجب أن يُواجه بحزم من قبل السلطات المعنية، حرصًا على توفير بيئة آمنة ومريحة لجميع المواطنين. فهل ستتحرك الجهات المسؤولة لإنهاء هذا الإقصاء، أم أن سكان حي المزار سيظلون رهائن للظلام والتهميش؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى