
“ابني أصيب أول أمس بجروح خطيرة بعد سقوطه في إحدى البالوعات المهترئة بحي العرب.” بهذه الكلمات المؤثرة، أطلق أب صيحة فزع عبر مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كاشفًا عن واقع مرير يعيشه سكان حي العرب بأيت ملول، حيث باتت البالوعات المكشوفة والمهترئة تشكل خطرًا داهمًا يهدد حياة الأطفال والمارة.
تظهر الصور المتداولة، بما فيها الصورة المرفقة، حالة التدهور الشديد الذي تعاني منه هذه البالوعات،فيبدو أن هذه الأغطية لم تعد تفي بالغرض، فقد تحطمت أجزاء كبيرة منها، تاركة فجوات واسعة تتحول إلى مصائد حقيقية، خاصة للأطفال الذين لا يدركون خطورتها.
حادثة الطفل الأخيرة ليست الأولى، وهي تثير تساؤلات ملحة حول دور المصالح الجماعية بأيت ملول في حماية سلامة المواطنين. فالبنية التحتية المتدهورة، وخاصة شبكة الصرف الصحي، تحتاج إلى صيانة عاجلة وشاملة. إن ترك هذه البالوعات على حالها يعكس إهمالًا صارخًا لواجبات السلطات المحلية في توفير بيئة آمنة للمواطنين.
وعلى الرغم من الشكاوى المتكررة للمواطنين والمناشدات التي تطلق عبر وسائل الإعلام، يبدو أن استجابة المصالح الجماعية بطيئة، إن لم تكن غائبة تمامًا. فهل تنتظر هذه المصالح وقوع فاجعة أكبر أو فقدان روح بشرية أخرى لكي تتحرك؟
يجب على الجهات المعنية بأيت ملول تحمل مسؤوليتها كاملة والتدخل الفوري لإصلاح هذه البالوعات وتأمينها، قبل أن تتحول هذه المصائد إلى مقابر للأبرياء. كما يجب فتح تحقيق في أسباب هذا الإهمال ومعالجة شاملة لمشكلة البنية التحتية المتدهورة في حي العرب وعموم أيت ملول، لضمان سلامة وصحة المواطنين. فالصحة العامة والسلامة هي حقوق أساسية لا يمكن المساومة عليها.