
أوفدت وزارة التجهيز والماء لجنة تحقيق عاجلة للوقوف على ملابسات الحادث المأساوي الذي شهده ورش بناء سد المختار السوسي بإقليم تارودانت يوم أمس الأحد. الحادث، الذي نجم عن انفجار قنينة غاز داخل إحدى القنوات تحت الأرضية، أودى بحياة خمسة عمال وأثار موجة من الحزن والغضب لدى عائلات الضحايا والرأي العام.
وفي بلاغ صادر اليوم الاثنين، أكدت الوزارة أن وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أصدر تعليماته لإجراء تفتيش شامل لجميع أوراش السدود قيد الإنجاز على المستوى الوطني. وتهدف هذه المهمة إلى تقييم تدابير السلامة وضمان التزام المقاولات المعنية بالمعايير القانونية المتعلقة بالوقاية من المخاطر المهنية.
إجراءات صارمة لضمان السلامة
شدد الوزير في البلاغ على أن سلامة العاملين داخل أوراش البناء تمثل أولوية قصوى، مؤكداً أن الوزارة ستتخذ إجراءات صارمة لضمان التطبيق الدقيق للقوانين التي تُلزم الشركات المتعهدة بوضع خطط وقائية فعالة. وأشار إلى أن نتائج التحقيق الجاري ستسفر عن تحديد الأسباب الدقيقة للحادث والمسؤوليات المرتبطة به، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنب تكرار مثل هذه الفواجع مستقبلاً.
انتقادات لعائلات الضحايا بشأن البطء والمعدات
من جانبها، أعربت عائلات الضحايا عن استيائها من البطء الذي رافق عملية الإنقاذ، مشيرة إلى عدم كفاءة المعدات المستخدمة، رغم أننا في سنة 2025. وأكدت العائلات أن الغاز الخانق الذي انتشر في القناة أعاق جهود فرق الوقاية المدنية، مطالبين بمراجعة شاملة لآليات الإنقاذ وتجهيزاتها في مثل هذه المواقع الخطرة.
خطط مستقبلية لتفادي الحوادث
الحادث استنفر السلطات الإقليمية والجهات المعنية، مما دفع إلى مراجعة السياسات المرتبطة بشروط السلامة المهنية في أوراش البناء، خاصة تلك المتعلقة بالسدود. وتأتي هذه الإجراءات ضمن رؤية الوزارة لتعزيز مراقبة المشاريع الكبرى وضمان احترام المعايير الدولية في هذا المجال.
في انتظار نتائج التحقيق، يبقى الحادث بمثابة جرس إنذار للمؤسسات والهيئات المسؤولة لتعزيز التدابير الوقائية وتوفير بيئة عمل آمنة لجميع العاملين في مواقع الأشغال.