في حادثة جديدة ومقلقة، تعرضت دورية للسلطة المحلية بجماعة القليعة، التابعة لإقليم إنزكان آيت ملول،اليوم الجمعة 17 يناير 2025 لهجوم للمرة الثانية على التوالي من طرف مجموعة من الباعة الجائلين. وأسفر هذا الهجوم عن إصابة أحد أعوان السلطة بجروح خطيرة استدعت نقله على الفور إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية.
وتفيد المعطيات المتوفرة بأن الواقعة حدثت أثناء تدخل الدورية لتطبيق القوانين المنظمة للتجارة في الفضاء العام ومنع الاحتلال غير المشروع للأرصفة والطرقات. وفي خضم هذا التدخل، اعترض الباعة الجائلون على الإجراءات المتخذة، مما تطور إلى اعتداء جسدي على عناصر السلطة المحلية.
كما تعرض قائد الملحقة الإدارية الثالثة بدوره لمحاولة اعتداء، إلا أن الأقدار حالت دون إصابته بأذى. وقد أظهرت هذه الحادثة تصاعدًا ملحوظًا في حدة التوتر بين السلطة المحلية وبعض الباعة الجائلين الذين يلجؤون إلى العنف بدل الحوار.
الحادثة أثارت استياءً واسعًا بين سكان المنطقة الذين أعربوا عن تضامنهم مع رجال السلطة، داعين إلى ضرورة تعزيز التدخلات الأمنية للحد من مثل هذه الاعتداءات وضمان استتباب النظام. وطالبوا بإنزال عقوبات صارمة على المتورطين في الهجوم، من أجل حماية رجال وأعوان السلطة أثناء أداء واجبهم.
من جهتها، أكدت مصادر مطلعة أن درك القليعة فتح تحقيقًا في الحادث تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد ملابسات الهجوم وتوقيف المتورطين وتقديمهم للعدالة.
تأتي هذه الواقعة لتسلط الضوء مجددًا على التحديات التي تواجهها السلطات المحلية في مكافحة ظاهرة احتلال الملك العام من طرف الباعة الجائلين، والتي تتطلب حلولًا جذرية تشمل مقاربات اجتماعية واقتصادية إلى جانب الإجراءات الأمنية والقانونية. وتبقى هذه الظاهرة عائقًا أمام تحقيق التوازن بين مصالح الفئات الاجتماعية المختلفة والحفاظ على النظام العام.
A.Boutbaoucht