تُوجت المغربية بشرى كربوبي بجائزة أفضل حكمة في إفريقيا لعام 2024، خلال حفل توزيع جوائز الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “CAFAWARDS” الذي احتضنته مدينة مراكش، مساء اليوم الإثنين 16 دجنبر 2024، في قصر المؤتمرات.
وشهد الحفل تكريم الحكمة المغربية تقديرًا لما قدمته من أداء مميز، في قيادة المباريات القارية والدولية خلال العام الحالي، حيث رسخت مكانتها كواحدة من أبرز الأسماء في الساحة التحكيمية الإفريقية، بينما نالت الحكمة ديانا شيكوتيشا جائزة أفضل حكمة مساعدة في القارة.ومن جانبه، ألقى رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، باتريس موتسيبي، كلمة أشاد خلالها بالجهود المبذولة لتنظيم الحفل.
وقال موتسيبي: “أشكر المغرب شعبًا وحكومة، وأيضًا أشكر فوزي لقجع، رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، على الدعم الكبير الذي يقدمه لتطوير كرة القدم الإفريقية”.وشهد حضور شخصيات بارزة في عالم الرياضة والفن، إضافة إلى عروض موسيقية متنوعة.
بشرى كربوبي: أول حكمة تدير مباريات في البطولة المغربية لكرة القدم صنف الرجال
تعتبر بشرى كربوبي، الحكمة الدولية المغربية البالغة من العمر 33 سنة، واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في مجال التحكيم الرياضي في المغرب. فقد دخلت تاريخ كرة القدم المغربي بعد أن أصبحت أول سيدة تتولى إدارة مباريات في البطولة المغربية لكرة القدم صنف الرجال.
مسارها الرياضي: من بداية متواضعة إلى شارة دولية
تنحدر بشرى كربوبي من منطقة كزناية بتازة، وقد دخلت ميدان التحكيم في سنة 2001، حين كانت في سن مبكرة. ورغم التحديات الكبيرة التي واجهتها في البداية، تمكنت من إثبات جدارتها وكفاءتها في هذا المجال الذي غالبًا ما كان يُعتبر حكراً على الرجال. بعد 6 سنوات من مسيرتها، حصلت على الرتبة الوطنية كحكمة في سنة 2007. وفي عام 2016، حصلت على الشارة الدولية لتكون من بين الحكمات المعترف بهن على مستوى العالم.
النجاح على الصعيد الإفريقي والدولي
بشرى كربوبي لم تقتصر إنجازاتها على المستوى المحلي فقط، فقد تم إدراجها من قبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ضمن حكمات الدرجة الأولى منذ عام 2018، وهو ما ساهم في تعزيز مكانتها في الساحة الدولية. وفي نفس السنة، شاركت كربوبي في إدارة مباريات نهائيات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم النسوية، وهو إنجاز كبير في مسيرتها.
إضافة إلى ذلك، تم ترشيحها للمشاركة في إدارة مباريات كأس العالم لكرة القدم للسيدات 2023، لتكون واحدة من الحكمات الإفريقيات اللواتي سيشاركن في هذا الحدث الكبير، مما يبرز مكانتها بين أفضل الحكام على الصعيدين الإفريقي والدولي.
الصعوبات والتحديات: تحدي النظرة الذكورية
بالرغم من النجاحات التي حققتها كربوبي، إلا أن مسيرتها لم تكن خالية من الصعوبات. فقد واجهت العديد من التحديات الاجتماعية والنظرة التقليدية في الملاعب التي كانت تعتبر التحكيم مجالًا ذكوريًا بحتًا. وكشفت كربوبي في تصريحات سابقة عن المعاناة التي تعرضت لها من قبل الجماهير وبعض الأندية التي كانت تُظهر رفضًا لوجود امرأة في موقع التحكيم، مما دفعها إلى مواجهة “التنمر” بشكل مستمر.
لكن بفضل اجتهادها، مثابرتها، وعزيمتها القوية، استطاعت كربوبي أن تفرض نفسها في هذا المجال الصعب. ولعل أبرز لحظة في مسيرتها كانت إدارتها بنجاح لمباراة الجولة الأخيرة من الدوري المغربي لكرة القدم بين فريقي المغرب التطواني و أولمبيك خريبكة، والتي أثبتت من خلالها قدراتها التحكيمية العالية.
بشرى كربوبي: رمزية للمرأة في الرياضة
بشرى كربوبي ليست مجرد حكمة دولية متميزة، بل هي أيضًا رمز للمرأة التي تمكنت من فرض نفسها في مجال ظل يهيمن عليه الرجال. كما أنها أم لطفلة وتعمل مفتشة شرطة بولاية أمن مكناس، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في الجمع بين الحياة المهنية والعائلية.
لقد دخلت كربوبي تاريخ التحكيم الرياضي في المغرب من أوسع أبوابه، وتعتبر الآن مثالًا للتحدي والنجاح، وتشكل مصدر إلهام للعديد من النساء اللواتي يسعين لدخول ميدان الرياضة وكسر القيود المفروضة عليهن.