شهدت مدينة أولاد تايمة أمس الأحد 10 نونبر 2024 أحداث شغب في ملعب كرة القدم خلال المباراة التي جمعت بين الفريق المحلي “شباب هوارة” و”أمل تيزنيت”. وأسفرت العمليات الأمنية التي باشرتها مفوضية الشرطة عن توقيف 21 شخصاً، بينهم 19 قاصراً، للاشتباه في تورطهم في ارتكاب أعمال عنف وإلحاق أضرار مادية بالممتلكات العامة.
وقد تطورت أحداث الشغب لتشمل الرشق بالحجارة وإلحاق خسائر بممتلكات الغير، مما أدى إلى إصابة 26 شخصاً، بينهم موظف شرطة، وتضرر 7 مركبات، من ضمنها ثلاث سيارات تابعة للقوات العمومية. وتم إخضاع المشتبه فيهم للتحقيق بإشراف النيابة العامة المختصة، بينما تستمر جهود الأمن لتحديد هويات المتورطين الآخرين.
شغب الملاعب: أسباب وتداعيات
تُعَدُّ ظاهرة شغب الملاعب مشكلة متكررة تهدد الأجواء الرياضية والمجتمع بشكل عام، وهي ظاهرة غالباً ما تتجاوز إطار الرياضة لتشمل تحديات اجتماعية وثقافية وأخلاقية. في هذه الواقعة، كان التعصب المفرط للفرق سبباً رئيسياً للشغب، لكن هناك عوامل أخرى تساهم في تأجيج هذه الظاهرة، منها:
التعصب الرياضي: يؤدي التعصب المفرط إلى تعبير عنيف عند الخسارة أو الفوز، خاصة إذا كانت المباراة حاسمة أو مشحونة.
غياب التوعية: تنقص حملات التوعية الثقافية التي تشجع الجمهور على التشجيع الحضاري، مما يجعل بعضهم أكثر عرضة للتعبير عن مشاعرهم بعنف.
غياب التشجيع الأسري والمدرسي على الروح الرياضية: حيث إن غياب التربية على الاحترام والتسامح يجعل الشباب، خصوصاً القاصرين، يميلون إلى التصرفات العنيفة.
هل المقاربة الأمنية كافية؟
رغم الدور الأساسي الذي تلعبه المقاربة الأمنية في مواجهة الشغب، فهي بمفردها لا تكفي لاحتواء الظاهرة أو حلها على المدى الطويل. قد تسهم الإجراءات الأمنية في التخفيف من تداعيات الشغب فور وقوعه، لكنها تبقى حلاً مؤقتاً إذا لم تعالج الأسباب العميقة لهذه الظاهرة. ومن هنا تبرز أهمية اتباع مقاربة شاملة تشمل التوعية والتربية وتعزيز الثقافة الرياضية.
حلول شاملة للحد من ظاهرة شغب الملاعب
التوعية الجماهيرية: ينبغي إطلاق حملات توعوية تستهدف المشجعين، مع تسليط الضوء على أهمية التحلي بالروح الرياضية، وتوجيه الجمهور إلى التشجيع الحضاري، والتأكيد على أن الهدف من الرياضة هو المنافسة الشريفة.
تعزيز التربية الرياضية في المدارس: يمكن للمؤسسات التعليمية أن تساهم في الحد من الشغب من خلال توجيه التلاميذ إلى القيم الإيجابية في الرياضة، كالتسامح واحترام الفريق المنافس.
فرض عقوبات رادعة للمخالفين: من الضروري سن قوانين صارمة لمكافحة الشغب، تتضمن عقوبات مادية وجزائية تمنع تكرار مثل هذه التصرفات، مثل منع المخالفين من حضور المباريات لفترات محددة.
تحسين البنية التحتية للملاعب: يمكن أن تسهم الملاعب المجهزة بأنظمة مراقبة حديثة وأماكن جلوس منظمة في تقليل حالات الاحتكاك بين الجماهير، مما يساعد في تقليل أعمال العنف.
دعم الأندية لبرامج التوعية: يتعين على الأندية الرياضية العمل مع الجهات المختصة لتنظيم برامج توعوية لجماهيرها، ودعوة المشجعين للتعبير الحضاري عن دعمهم للفرق دون إيذاء الآخرين.
إن ظاهرة شغب الملاعب تتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية من أجل مواجهة هذه الظاهرة والقضاء عليها بشكل جذري. وبينما تلعب المقاربة الأمنية دوراً هاماً في مواجهة الشغب، فإن الحلول الأكثر فعالية تكمن في تعزيز ثقافة التشجيع الرياضي لدى الجمهور، وتكريس قيم الاحترام والتسامح من خلال التعليم والتوعية المستمرة.