رئيس جماعة أيت ملول: قائد الثورة.. على أربع عجلات!

في مدينة أيت ملول، حيث الحفر في الشوارع أكبر من أحلام المواطنين، وعواميد الإنارة أقرب إلى الآثار التاريخية من كونها تعمل، يطل علينا رئيس الجماعة بحل “عبقري” لمشاكل المدينة. هل نتحدث عن إصلاح الطرق؟ لا. عن تحسين البنية التحتية؟ بالطبع لا. إنه… اقتناء سيارات نفعية جديدة! نعم، عزيزي القارئ، في مدينة تغرق في الظلام وتحتاج إلى مشاريع تنموية حقيقية، قرر رئيس الجماعة أن الأولوية القصوى هي قيادة سيارات جديدة لامعة!

في شهر ماي الماضي، وبينما كان المواطنون يحلمون برصيف بدون حفر أو شارع مضاء في الليل، قرر الرئيس أن الحل هو عقد صفقة لشراء 10 سيارات نفعية. لأن لماذا تفكر في المواطنين عندما يمكنك شراء “أسطول” من السيارات التي ستمنح أعضاء المجلس فرصة للتنقل بأناقة؟ ولكي لا يتوقف عرض الكوميديا هنا، تم تحديد العلامة التجارية للسيارات في الصفقة. نعم، يبدو أن رئيسنا “الحكيم” لديه ذوق رفيع في اختيار السيارات، ويؤمن بأن سيارات “خاصة” هي بالضبط ما تحتاجه المدينة لتجاوز أزماتها!

لكن، المفاجأة الكبرى جاءت عندما تم إلغاء هذه الصفقة. ربما يعتقد البعض أن رئيس الجماعة شعر فجأة بوخزة ضمير، أو أنه قرر أن يستثمر هذه الأموال في شيء مفيد للمدينة. ولكن الحقيقة أكثر بساطة من ذلك: الصفقة ألغيت لأن “التفصيل” كان فاضحًا جدًا! لم يكن هناك داعٍ لأن يُظهر رئيسنا عبقريته في اختيار العلامة التجارية بشكل صارخ جدًا. كان لا بد من إعادة صياغة اللعبة بحذر أكبر.

لكن انتظر، قبل أن تنتهي القصة، الرئيس لا يستسلم بهذه السهولة. لا، لا! ها هو يخرج من جديد بخطة محسّنة: 3 سيارات نفعية فقط هذه المرة، و بخمسمائة وسبعون ألفًا ومئتان وأربعون درهمًا.مع أحتساب الرسوم. يعني، لِمَ نشتري عشر سيارات بينما يمكننا أن نشتري ثلاثة؟ هذا هو التفكير الاستراتيجي! ولكن لا تخف، سياراتنا العزيزة ستظل فاخرة بما يكفي، فالرئيس يؤمن بأن القيادة بأناقة هي حق مقدس لأي عضو في المجلس الجماعي.

وفي الوقت الذي يعاني فيه المواطنون من شوارع محفورة، ومصابيح منطفئة، وأزبال تنتشر في الأزقة، يبدو أن الرئيس يرى العالم من نافذة سيارته الجديدة. ربما إذا قاد السيارة بسرعة كافية، لن يرى الحفر، ولن يشعر بالمطبات! وعندما يُسأل عن أولويات الجماعة، يجيب بثقة: “المواطنون؟ الطرق؟ الإنارة؟ هذه تفاصيل. المهم هو أن تكون لدينا سيارات نستحقها!”

لكن الكوميديا لا تنتهي هنا. هناك حيٌّ بأكمله في أيت ملول، يُدعى حي أكيا عبو، يعيش سكانه منذ سنوات بدون ماء صالح للشرب. لماذا؟ لأن المجلس الجماعي لا يرغب في “هدر” الأموال على إصلاح طرقات الحي حتى يتمكن من تمرير قنوات المياه. يبدو أن هدر الأموال في شراء السيارات شيء مسموح به، لكن إصلاح الطرق لتزويد الناس بالماء؟ هذه رفاهية لا تستحق الإنفاق! فمن وجهة نظر الرئيس، يمكن لسكان الحي أن يواصلوا حياتهم معاناة في سبيل أن يستمتع هو وأعضاء المجلس بجولاتهم الأنيقة في سيارات جديدة، بينما يبقى الماء والكهرباء رفاهية مؤجلة لأجل غير مسمى.

 يبدو أن “موضة السيارات” ستظل مستمرة في أيت ملول. وبينما يناضل المواطنون من أجل إنارة شوارعهم وصيانة طرقهم المتهالكة، يستمر المجلس في الإصرار على أن السيارة النفعية الجديدة هي ما تحتاجه المدينة. ومن يدري؟ ربما سنشهد قريبًا صفقة لاقتناء طائرات هليكوبتر لمراقبة السيارات الجديدة وهي تجوب شوارع المدينة، وتتعثر في الحفر التي لم يتم إصلاحها منذ سنوات!

A.Bout

رئيس في الميزان الحلقة الأولى:الرايس د ايت ملول الزعيم ديال الإصلاحات… فوق طوموبيلات!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى