أثارت تصريحات عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، حول عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، ردود فعل قوية في الأوساط السياسية والإعلامية. بنكيران انتقد بشدة تصريحات وهبي الأخيرة حول “العلاقات الرضائية في الفضاء الخاص”، واصفاً إياه بـ”وزير فساد وليس وزير عدل”، وأعرب عن استغرابه من بقائه في حكومة “إمارة المؤمنين”، وفق تعبيره. هذه التصريحات أشعلت جدلاً واسعاً، ودعت البعض إلى مطالبة وهبي بسلك طريق القضاء للدفاع عن نفسه ومنصبه ضد اتهامات بنكيران.
ورغم احتدام النقاش وتصاعد الدعوات لاتخاذ إجراءات قانونية، أشارت مصادر مقربة من وزير العدل إلى أن وهبي لن يتجه إلى رفع دعوى قضائية ضد بنكيران. وفي رد استباقي على الانتقادات، صرح وهبي في لقاء له مع القناة الثانية، متسائلاً عن سبب عدم تصرف بنكيران خلال فترة رئاسته للحكومة بفرض قوانين تمنع العلاقات الرضائية أو القمار، متهماً إياه بتجاوز الحدود في تصريحاته ووصف ردود فعل حزب العدالة والتنمية بأنها تعكس “الدرك الأسفل من الثقافة السياسية”.
وفي بيان أصدرته الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، اتهمت الحزب وزير العدل بـ”الاستهزاء بحديث نبوي شريف والدفاع عن العلاقات الرضائية”، ما زاد من حدة التوتر بين الطرفين.
هذه التطورات دفعت بعض القيادات السياسية، خصوصاً من أحزاب الأغلبية، إلى التدخل واستنكار تصريحات بنكيران، معتبرين أنها تمس بمنصب الوزير والحكومة ككل. وشددت هذه القيادات على أن “زمن مثل هذه الخطابات قد ولّى”، وأنه يجب التركيز على مردودية المسؤولين الحكوميين بدل مهاجمة الأشخاص.
أحد قياديي حزب الاستقلال اعتبر أن تصريحات بنكيران تندرج ضمن “تسخينات انتخابية سابقة لأوانها”، تهدف إلى الضغط على الحكومة والوزير وهبي بشكل خاص. وأكد القيادي على ضرورة انتباه الأغلبية إلى مثل هذه الأمور، لأنها تمس بمنصب الوزير وبتركيبة الحكومة. كما دعا المعارضة إلى تبني استراتيجيات ذات قيمة مضافة، تركز على نقد المردودية بدل مهاجمة الشخصيات.
وأشار إلى أن الاجتماع القادم للأغلبية يجب أن يناقش ضرورة التضامن الحكومي، خاصة في مواجهة الهجمات التي تستهدف مسؤولين حكوميين بعينهم، لأنها تؤثر بشكل مباشر على الجسم الحكومي بأكمله. وأضاف أن تصريحات بنكيران تظهر مظهراً من مظاهر تدهور الخطاب السياسي، وأنه يجب تجاوز هذه الصراعات والتركيز على الأولويات التي تفرض نفسها في السياق السياسي الراهن، كما أكد على ضرورة التركيز على المردودية ومناقشتها بلباقة واحترام.