أزمة نقص الكوادر الطبية في مستشفى بيوكرى: طبيبة أطفال ترحل تاركة فراغاً كبيراً

تُواجه المنظومة الصحية في اشتوكة ايت باها أزمة خانقة تتمثل في نقص الكوادر الطبية، حيث انضمت طبيبة أطفال إلى قائمة المغادرين مؤخرًا بعد تقديم استقالتها من وظيفتها في مستشفى بيوكرى، مما ينذر بتفاقم الأزمة وتدهور الخدمات الطبية.

من الواضح أن هذه الاستقالة لم تأتِ من فراغ، بل تأتي في سياق سلسلة من الاستقالات الطبية التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الأخيرة. ورغم عدم صدور أي بيان رسمي حول أسباب هذه المغادرات، إلا أن ساكنة اشتوكة ايت باها تشعر بالقلق والتوتر إزاء تداعياتها المحتملة على الخدمات الطبية في المنطقة.

تتنوع الأسباب المحتملة وراء هذه الاستقالات، حيث يُشار إلى ظروف العمل الصعبة ونقص الموارد في المستشفى كأسباب رئيسية. كما يُعتقد بعض الأشخاص أن الأطباء قد تلقوا عروضًا أفضل في مؤسسات طبية أخرى، مما دفعهم لاتخاذ قرار المغادرة. بغض النظر عن السبب الفعلي، فإن مغادرة الأطباء تُشكل ضربة قوية لمستشفى بيوكرى، خاصةً في ظل نقص عدد هؤلاء الأطباء في المنطقة.

إن تحديات القطاع الصحي في المغرب بشكل عام تتزايد، ونقص الإمكانيات المادية والبشرية يُعتبر من أبرزها. الأطباء والممرضون يجدون أنفسهم يعملون تحت ضغط متزايد، وغالبًا ما يكونون عاجزين عن تقديم الرعاية اللازمة للمرضى بسبب هذا النقص في الموارد. بالإضافة إلى ذلك، فإنهم يتعرضون للعنف اللفظي والجسدي من قبل بعض المرضى وأهاليهم، مما يُزيد من صعوبة مهمتهم ويدفعهم إلى البحث عن فرص أفضل في مكان آخر.

من المهم أن تتخذ الجهات المعنية خطوات فعالة لحل هذه الأزمة، وذلك من خلال زيادة رواتب الكوادر الطبية، وتوفير ظروف عمل مناسبة لهم، وتوفير الإمكانيات والموارد اللازمة لتقديم الرعاية الصحية الجيدة للمرضى. كما يجب على السلطات المحلية والوطنية تطوير خطط استراتيجية لجذب المزيد من الكوادر الطبية للعمل في المنطقة.

إنّ صحة المواطنين حق أساسي لا يجب التهاون فيه، ويجب على الجميع التكاتف والتعاون لحل هذه الأزمة الصحية الملحة وضمان توفير الرعاية الطبية الجيدة والمستدامة للجميع.

A.Boutbaoucht

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى