كلما اقترب مؤتمر تجديد الهياكل بحزب الاستقلال، ذلك الحزب العتيد في المغرب الضارب في التاريخ، إلا وظهرت بعض مظاهر “البلطجة” وتبادل الضرب سواء بالكراسي او “الصحون”، كما حدث في مؤتمر الإطاحة وتغيير حميد شباط وتولي نزار بركة، منصب الأمين العام لحزب الميزان قبل سنوات، لكن حزب الاستقلال الذي يعيش على إيقاع التيارات والولاءات المختلفة للأعيان وللقيادات القديمة، طور أخيرا خلال اجتماع تحضيري للمؤتمر، أساليبه إلى نوع أخر، تتعلق باعتماد “التصرفيق” لحل أي خلاف بين أعضائه وضمان التوافق الهش، فما هي قصة “التصرفيقة” العجيبة التي كادت أن تعصب باجتماع حزب الاستقلال يوم السبت؟.
إن التوافق المعلن والهش داخل حزب الاستقلال حول المؤتمر الوطني الثامن عشر، لم تسلم دورة مجلسه من معركة جديدة، استخدمت فيه آلة “التصرفيق” وعكرت صفو الأجواء، حينما سجلت اشتباكا بين أحد أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب وبرلماني الميزان عن مدينة تطوان، منصف الطوب، تلقى خلاله الأخير صفعة على خده من طرف يوسف أبطوي، بعد جدل أثير خلال عملية انتخاب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر.
وعمد أشرف أبرون، عضو المجلس الوطني للحزب، إلى مقاطعة الأمين العام للحزب، نزار بركة، أثناء كلمته وتقديمه لرئيس اللجنة التحضيرية المتوافق عليه، عبد الجبار الراشدي، بإعلان رغبته في الترشح لرئاسة اللجنة التحضيرية.
وفي هذا الصدد، اعتبر عبد الجبار الراشدي أن ما حصل، أمر مؤسف لا يمكن أن تقبله به وبأي سلوك آخر كيفما كان نوعه مؤكدا أن القيادة ترفض ما ينافي الأدبيات الديمقراطية وفضيلة الحوار والإنصات.
وكان المجلس الوطني لحزب الاستقلال قد انتخب، يوم السبت بالإجماع، عبد الجبار الراشدي رئيسا للجنة التحضيرية الوطنية للمؤتمر، ومنصور المباركي نائبا له، ونعيمة بنيحى مقررة عامة، ومصطفى التاج نائبا لها، كما تم انتخاب رحال المكاوي، بالإجماع، رئيسا للجنة القوانين والأنظمة. وصادقت اللجنة التحضيرية، على عقد المؤتمر الثامن عشر لحزب الاستقلال أيام 26 و27 و28 أبريل المقبل بمدينة بوزنيقة.
لكن الحدث المثير هو الأسلوب الأرعن الذي بدأ يتسلل إلى الأحزاب خلال انعقاد مؤتمراتها، وتبادل “التصرفيق” والتراشق بالكراسي والصحون لإخافة أي خصم وإسكات الأصوات غير الراضية، مما يستدعي الوقوف عند هذه الظاهرة، والتساؤل العريض، هل بهذا الأسلوب ستقنع الأحزاب المواطنين بالانخراط في السياسة؟.
