
في مبادرة إنسانية نبيلة تعكس أسمى قيم التضامن والتآزر الاجتماعي، شهدت مدينة بيوكرى اليوم السبت 20 دجنبر 2025 انطلاق حملة إنسانية واسعة النطاق استهدفت الفئات الأكثر هشاشة. وتأتي هذه المبادرة تحت إشراف المنظمة المغربية للإغاثة والإنقاذ، وبشراكة فاعلة مع مركز “الأنامل المبدعة” لتعليم الحلاقة والتجميل وجمعية “أهلي”، وبتنسيق وثيق مع السلطات المحلية ومندوبية التعاون الوطني.

لم تقتصر الحملة على تقديم الدعم المادي فحسب، بل شملت باقة متكاملة من الخدمات التي تهدف إلى صون كرامة المستفيدين وتحسين وضعهم الصحي والنفسي. وقد تضمنت المبادرة الخدمات الأساسية التالية:
العناية بالمظهر العام: تقديم حصص حلاقة احترافية، استحمام، وتقليم الأظافر.
الدعم الصحي: إجراء فحوصات طبية دقيقة وتقديم الإسعافات الأولية الضرورية.
الدعم العيني والغذائي: توزيع وجبات غذائية متوازنة وفواكه ومياه معدنية، بالإضافة إلى ملابس وأغطية شتوية لمواجهة موجة البرد.
المساعدة الاجتماعية: تقديم مواكبة اجتماعية متخصصة تراعي الخصوصية الإنسانية للمستفيدين.

وقد استفاد من هذه المبادرة الميدانية 22 شخصاً من الأشخاص في وضعية شارع؛ حيث أسفرت التدخلات عن تحسن ملحوظ في مظهرهم العام، مما انعكس إيجاباً على حالتهم النفسية ودعمهم معنويًا، مشكلاً خطوة هامة نحو إعادة ثقتهم في المحيط الاجتماعي. وتؤكد هذه النتائج على الأهمية القصوى للمبادرات الميدانية المباشرة والعمل التشاركي في التخفيف من معاناة الفئات الهشة.

هذا و أكد المنظمون أن نجاح هذه المحطة الإنسانية يعود بالأساس إلى التنسيق المحكم بين المجتمع المدني والقطاعات الوصية؛ حيث ساهمت السلطات المحلية ومندوبية التعاون الوطني في توفير الظروف الملائمة لضمان نجاعة التدخلات. وتطمح الجهات المنظمة من خلال هذه التحركات إلى ترسيخ ثقافة التطوع والتحسيس بضرورة تضافر الجهود لتقديم الدعم المستدام لهذه الفئة، تماشياً مع المقاربة التضامنية التي تنهجها المملكة.

يحدو المنظمين والساكنة تفاؤل كبير بأن تشكل هذه المبادرات نقطة تحول حاسمة في تدبير الملفات الاجتماعية بالإقليم، وتحويل الملاحظات الميدانية إلى برامج عمل مستمرة. فالثقة دائماً ما تتعزز برؤية آليات الاشتغال في الميدان وتحويل الالتزامات الإنسانية إلى منجزات قائمة يلمس أثرها المواطن في حياته اليومية.

A.Bout



