تيميتار 2025.. “عاصمة السوس” تعانق المجد الفني في افتتاح تاريخي وحضور جماهيري غفير

تحت شعار الوفاء للأرض والاحتفاء بالإبداع، رفعت مدينة أكادير الستار عن الدورة الجديدة لمهرجان “تيميتار: علامات وثقافة”، في مشهد افتتاحي مهيب أكد مرة أخرى لماذا يُصنف هذا المهرجان كواحد من أعظم التظاهرات الفنية في القارة الإفريقية.

طوفان بشري يعشق الموسيقى
لم تكن ليلة الافتتاح مجرد سهرة عادية، بل كانت “ملحمة جماهيرية” بامتياز؛ حيث غصت ساحة “الأمل” ومنصة “بيجوان” بطوفان من الزوار الذين تقاطروا من مختلف ربوع المملكة ومن خارجها. هذا الحضور الكثيف، الذي ضم عائلات وشباباً وسياحاً، رسم لوحة إنسانية تجسد تعطش الجمهور السوسي للثقافة الراقية، وتؤكد أن “تيميتار” نجح على مدار عقدين من الزمن في بناء جسر ثقة متين مع عشاقه.

التاريخ يتحدث.. أصالة وتجديد
منذ انطلاقته الأولى، لم يحد “تيميتار” عن فلسفته التي تمزج بين “الأمازيغية” كجذر أصيل وبين “موسيقى العالم” كأفق كوني. وما شهده افتتاح هذه الدورة (17-19 دجنبر) هو استمرار لهذا الإرث؛ حيث امتزجت أهازيج “أحواش” العريقة بإيقاعات إفريقية وعصرية، في توليفة فنية ساحرة جعلت من أكادير منصة للحوار الثقافي العالمي.

إن تاريخ المهرجان ليس مجرد أرقام أو دورات متعاقبة، بل هو قصة نجاح في الحفاظ على الهوية المحلية مع الانفتاح على الحداثة، مما جعل لقب “علامات وثقافة” اسماً على مسمى.

تنظيم محكم وإشعاع دولي
أجمع الحاضرون والمراقبون على أن النسخة الحالية بصمت على تميز تنظيمي لافت، حيث سهرت اللجنة المنظمة على توفير كل الظروف لإنجاح هذا العرس الفني، بدءاً من جودة الصوت والإضاءة وصولاً إلى الانسيابية في حركة الجماهير الغفيرة.

هذا النجاح الباهر في أولى السهرات ليس مجرد احتفال عابر، بل هو محرك اقتصادي وسياحي قوي لجهة سوس ماسة، حيث تساهم هذه التظاهرة في إنعاش القطاع السياحي وتكريس أكادير كوجهة ثقافية عالمية بامتياز.

في انتظار المزيد..
ومع استمرار فعاليات المهرجان، تتجه الأنظار إلى المنصات المختلفة التي ستستقبل نجوماً محليين ودوليين، في ظل توقعات بأن تتضاعف الأعداد الجماهيرية، لتظل “تيميتار” دائماً هي الموعد الذي يضرب فيه الفن موعداً مع التاريخ، وتصدح فيه الموسيقى بلغة الحب والسلام.

ايمان عياد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى