
تشهد الساحة السياسية بإقليم إنزكان أيت ملول في الآونة الأخيرة حركية غير مسبوقة بعد تداول معطيات تفيد بأن السلطات الوصية توصلت بأسماء عدد من المنتخبين الذين ثبت تواجدهم في حالة تنافٍ قانوني، ما اعتبره متتبعون للشأن المحلي مؤشراً أولياً على بداية تصفية المشهد الانتخابي استعداداً لاستحقاقات مقبلة قد تكون استثنائية مقارنة بالانتخابات السابقة.
وحسب مصادر متطابقة، فإن التقارير الإدارية والرقابية التي تم إعدادها في الآونة الأخيرة، كشفت عن حالات منتخبين يجمعون بين مهام أو مناصب متعارضة مع مسؤولياتهم التمثيلية داخل المجالس المنتخبة، ما جعل السلطات تتحرك في إطار تطبيق القوانين المنظمة للتنافي، وتوجيه ملفات المعنيين إلى الجهات المختصة للبث فيها وفق المساطر القانونية.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعكس تحولا في مقاربة الرقابة على العمل الجماعي، وحرص السلطات على تكريس الشفافية والنزاهة في الحياة السياسية المحلية، بما يضمن تكافؤ الفرص بين الفاعلين ويعيد الثقة للمواطنين في المؤسسات المنتخبة.
كما اعتبر آخرون أن هذه الإجراءات قد تكون مقدمة لمرحلة انتخابية أكثر صرامة وانضباطا، خصوصا بعد ما شهده الإقليم خلال السنوات الماضية من تجاذبات سياسية وصراعات انتخابية حادة ألقت بظلالها على أداء بعض المجالس وعلى علاقة المنتخبين بالمواطنين.
وفي خضم هذه المستجدات، يرى العديد من المتتبعين أن الفترة الجديدة تحت إشراف العامل محمد الزهر، الذي تم تنصيبه اليوم على رأس إقليم إنزكان أيت ملول، تحمل ملامح مرحلة شيقة ومختلفة، بحكم ما يُعرف عنه من صرامة في الأداء الإداري وحرص على احترام القانون، إلى جانب قدرته على تدبير التوازن بين الحزم والانفتاح على مختلف الفاعلين المحليين. ويتوقع المراقبون أن تشهد المرحلة المقبلة دينامية جديدة في تنزيل التوجيهات الملكية المتعلقة بالحكامة الترابية، وربط المسؤولية بالمحاسبة، ما قد يجعل الإقليم نموذجا في تدبير المرحلة الانتقالية نحو انتخابات أكثر شفافية ومصداقية.
وتسائل فاعلون في الشأن المحلي:
“هل نحن أمام بداية لعرس انتخابي متميز فعلاً، يُطوى فيه عهد التنافي والتجاوزات، ويُفتح فيه أفق جديد لمنتخبين أكفاء وملتزمين؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون موجة عابرة سرعان ما تهدأ مع اقتراب موعد الانتخابات؟”
أسئلة تبقى مفتوحة، لكن المؤكد أن الحركية الراهنة تنبئ بأن انتخابات إقليم إنزكان أيت ملول المقبلة لن تكون كسابقاتها، وأن ملامح مشهد سياسي جديد قد بدأت تتشكل بهدوء خلف الكواليس، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة من تطورات قد تعيد ترتيب أوراق اللعبة السياسية محلياً.
A.Bout



