
ترأس السيد عز الدين ميداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، اليوم السبت، حفل تنصيب السيد محمد الزهر، الذي عينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، عاملاً جديداً على إقليم إنزكان آيت ملول. ويأتي هذا التعيين تتويجاً لمسار مهني متميز وخبرة واسعة راكمها العامل الجديد في خدمة الصالح العام، ويحمل معه رسالة ملكية واضحة المعالم بخصوص الدفع بعجلة التنمية المحلية.
ثقة ملكية واعتراف بمسار حافل
بعد تلاوة الظهير الملكي، وجه الوزير ميداوي تهانيه للسيد الزهر على الثقة المولوية السامية، مؤكداً أن هذا التعيين هو اعتراف صريح بالمسار المهني الحافل للعامل الجديد، الذي يتسم بالتميز والخبرة الكبيرة. كما نقل الوزير عطف صاحب الجلالة الملك محمد السادس لكافة ساكنة إقليم إنزكان آيت ملول، واصفاً الإقليم بأنه “من المجالات الترابية الواعدة على الصعيد الوطني”.

وصايا الوزير: تنزيل الجيل الجديد من برامج التنمية
ركزت كلمة الوزير ميداوي على الوصايا والتوجيهات التي يجب أن يرتكز عليها عمل العامل الجديد، والتي تستلهم جوهرها من التوجيهات الملكية السامية التي جاء بها خطاب العرش الأخير 2025.
1. النقلة الحقيقية لتأهيل المجالات الترابية:
شدد السيد ميداوي على أن خصال وخبرة السيد الزهر تؤهله “لمواصلة إنجاح أوراش مشاريع التنمية الترابية”، خاصة في سياق إعداد وتنزيل الجيل الجديد من البرامج المندمجة. ودعا العامل إلى:
تسريع وتيرة “المغرب الصاعد” وبلوغ “مغرب بسرعة واحدة” عبر اعتماد الجيل الجديد من البرامج التنموية.
إطلاق ديناميات لتحقيق عدالة اجتماعية ومجالية أكبر، وضمان تكافؤ الفرص بين أبناء المغرب الواحد.
التركيز في برامج التنمية المجالية المندمجة على الخصوصيات المحلية ومبدأ التضامن بين المجالات الترابية.
إيلاء عناية خاصة لتنمية المراكز القروية الصاعدة والأكثر هشاشة ووضعها في صلب الانشغالات، تماشياً مع بلاغ المجلس الوزاري الأخير.

2. تحفيز الاستثمار وتبسيط المساطر:
لتحقيق الأهداف الاقتصادية، دعا الوزير إلى:
تأهيل العمالة اقتصادياً واجتماعياً وتحفيز الاستثمار من خلال تجويد العرض الترابي وتثمين المزايا الاقتصادية والمؤهلات المجالية.
تبسيط المساطر الإدارية لدعم الاستثمار وتشجيع المبادرات الخاصة.
العمل على إحداث “التغيير الملموس في العقليات”، كما جاء في المنطوق الملكي السامي.
3. تدارك العجز الاجتماعي والنهوض بالتشغيل:
أكد السيد ميداوي أن التنزيل الفعال للنموذج التنموي يظل رهيناً بقدرة العامل ورجال السلطة على:
تدارك العجز الاجتماعي والمساهمة في الأنشطة المدرة للدخل.
تشجيع التشغيل الذاتي للشباب ومساعدتهم على إخراج مشاريعهم إلى الوجود من خلال الحوار والتوجيه وتقديم كل أشكال المساعدة.
4. الأمن أساس الاستقرار وجاذبية الاستثمار:
أشار الوزير إلى أن مهمة الحفاظ على الأمن تعد مسؤولية جوهرية ومن صميم صلاحيات عامل العمالة، مؤكداً أن:
الأمن هو أساس الاستقرار الذي يكرس ثقة المجتمع في مؤسسات الدولة والرافعة التي بفضلها تتحقق جاذبية الاستثمار والانتعاش الاقتصادي.
العامل ملزم بالوفاء بالتزاماته الأمنية في ظل استمرار المخاطر الإرهابية وتعدد أشكال الجريمة، بما في ذلك استغلال المظاهرات الرياضية لإثارة الشغب.
5. الحضور الميداني والإنصات للمواطنين:
في ختام وصاياه، دعا الوزير العامل وكل مكونات السلطة العمومية إلى “الوقوف والحضور الدائم بالميدان”، والإنصات إلى حاجات المواطنين والإجابة على تظلماتهم واقتراح الحلول المناسبة لمشاكلهم، مع الحرص على التطبيق السليم للقانون.
نصر الدبلوماسية المغربية: إشادة قضية الصحراء
اغتنم الوزير ميداوي المناسبة للتهنئة بإقرار مجلس الأمن الدولي الحق التاريخي للمملكة المغربية على صحرائها. وأكد أن هذا الإقرار جاء بفضل الحكمة الرشيدة لصاحب الجلالة، حفظه الله، والتي كان لها الفضل في تبني المقترح المغربي للحكم الذاتي، معتبراً ذلك نصراً للدبلوماسية المغربية وللوحدة الترابية للمملكة.
كما دعا الوزير كافة الفاعلين الترابيين، من رجال السلطة والقوات العمومية والهيئات المنتخبة وفعاليات المجتمع المدني، إلى مضاعفة الجهود ومد يد العون للعامل الجديد، للانخراط الفعال في مسلسل الإصلاحات الكبرى التي تعرفها البلاد.
وختم الوزير كلمته بالدعاء الصادق لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، بأن يحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بصنوه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
A.Boutbaoucht



