
بمناسبة الذكرى الغالية لـالمسيرة الخضراء، أطلق السيد محمد سالم الصبطي، عامل إقليم اشتوكة آيت باها،اليوم التلاتاء4 نونبر 2025 مبادرة إقليمية نوعية هي الأولى من نوعها في المنطقة، تهدف إلى تعزيز الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للسجناء المفرج عنهم.
تجسد هذه المبادرة رؤية شاملة للعدالة الإصلاحية، وتأتي لترجمة التوجيهات الملكية السامية في مجال الرعاية اللاحقة للسجناء، التي تعتبرهم مواطنين كاملي الحقوق يحتاجون إلى الفرصة الثانية لإعادة بناء حياتهم والمساهمة في تنمية مجتمعهم.
مشاريع مُدرة للدخل… مفتاح الاندماج
يكمن جوهر المبادرة التي أطلقها عامل الإقليم في دعم المشاريع المدرة للدخل وتمويلها لفائدة النزلاء السابقين. هذا الدعم ليس مجرد مساعدة مالية، بل هو استثمار في الرأسمال البشري يهدف إلى:
التمكين الاقتصادي: تزويد المستفيدين بالأدوات والمعدات اللازمة لإطلاق مشاريعهم الخاصة، سواء في المجالات الحرفية، الخدماتية، أو الفلاحية.
مكافحة الهشاشة: توفير مصدر دخل قار ومستدام لهم ولأسرهم، مما يحميهم من الوقوع مجدداً في دائرة الانحراف أو الجريمة (تقليص نسبة العود).
الاندماج السوسيو-مهني: تحويل التكوينات المهنية والمهارات المكتسبة داخل المؤسسات السجنية إلى واقع مهني منتج، يضمن لهم الكرامة والاستقلالية.
وقد تم تفعيل هذه المبادرة الهامة، على الأرجح، بشراكة وثيقة مع مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء واللجنة الإقليمية لـالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية (INDH)، في إطار استراتيجية وطنية مندمجة تضمن المصاحبة والتتبع للمشاريع بعد انطلاقها.
رسالة أمل في ذكرى وطنية
إن تزامن إطلاق هذه المبادرة مع ذكرى المسيرة الخضراء ليس عفوياً، بل يحمل دلالة عميقة: فكما كانت المسيرة رمزاً لاسترجاع الوحدة الترابية، فإن هذه المبادرة تمثل مسيرة الأمل لاسترجاع وإدماج أبناء الوطن في نسيجه الاجتماعي والاقتصادي، لتكون العقوبة السالبة للحرية محطة للإصلاح والتأهيل وليست نهاية المطاف.
السيد عامل اشتوكة آيت باها يرسخ بذلك مقاربة إنسانية واجتماعية في تدبير الشأن العام بالإقليم، مؤكداً أن التنمية الحقيقية لا تكتمل إلا بدمج جميع الفئات، بما في ذلك الفئات الهشة، في مسيرة البناء والتطور.
A.Boutbaoucht



