
أعطى جلالة الملك محمد السادس دفعة جديدة لمسار الإدارة الترابية بتعيين محمد الزهر عاملاً على إقليم إنزكان أيت ملول، خلفاً لإسماعيل أبو الحقوق، الذي أوقفته وزارة الداخلية مؤخراً على خلفية “اختلالات تدبيرية” رصدتها لجان المفتشية العامة. هذا التعيين يضع على رأس الإقليم الجديد مسؤولاً إدارياً عُرف بمساره الحافل، وبمواقفه الجريئة إبان إدارته لإقليم الحسيمة، حيث سجل سابقة في التواصل مع الشارع.
“شجاعة الحسيمة”: حوار مباشر في عين الأزمة
الزهر، الذي عُيّن عاملاً على إقليم الحسيمة في عام 2016، واجه تحدياً غير مسبوق بعد اندلاع شرارة ما سُمي بـ “حراك الريف” إثر وفاة بائع السمك محسن فكري.
في تلك اللحظات الحرجة، كان محمد الزهر أول مسؤول ترابي يتخذ قراراً نوعياً وغير مسبوق، تمثل في النزول إلى الشارع لفتح حوار مباشر مع جموع المحتجين. لم يكتفِ بالتواصل، بل أعلن أمام الحشود عن إقالة مندوب الصيد البحري، معتبراً إياه المسؤول الأول عن “مشاكل تدبير القطاع”، في خطوة هدفت إلى تهدئة الأوضاع وتجسيد مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة فوراً.
هذه “الشجاعة الإدارية” في الحسيمة أكسبت الزهر سمعة المسؤول القادر على إدارة الأزمات بالاستماع المباشر واتخاذ القرارات الحاسمة في الميدان.
مسار إداري متدرج وخبرة واسعة
محمد الزهر ليس غريباً عن مهام السلطة، فهو حاصل على الماستر في القانون العام، وخريج المعهد الملكي للإدارة الترابية (فوج 1992).
بدأ الزهر مساره الإداري كقائد في عمالة فاس، قبل أن يتدرج في المسؤوليات:
2001: ترقيته إلى منصب باشا بنفس عمالة فاس.
2004: انتقاله باشا إلى عمالة طنجة- أصيلا.
2010: تعيينه كاتباً عاماً لإقليم قلعة السراغنة.
2014: انتقاله بنفس الصفة إلى عمالة وجدة أنجاد.
ثقة ملكية في المناصب الهامة
حظي الزهر بالثقة الملكية في عدة مناسبات لتقلد مناصب هامة ومسؤوليات ترابية حساسة:
يناير 2015: تعيينه عاملاً على إقليم الرشيدية.
2016: تعيينه عاملاً على إقليم الحسيمة، حيث ترك بصمته الواضحة في أسلوب تدبير الأزمة.
2019: انتقاله لشغل منصب مدير مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، قبل عودته اليوم إلى واجهة العمل الترابي عاملاً على إقليم إنزكان أيت ملول.
ويُنتظر أن يستثمر محمد الزهر خبرته المتراكمة، وخاصة تجربته في التواصل المباشر وإدارة الحوار، لتطوير إقليم إنزكان أيت ملول وتعزيز آليات الحكامة الجيدة التي أدت غيابها إلى إعفاء سلفه.
A.Boutbaoucht