
في مشهد سريالي كوميدي على حد وصف متابعين ، يوضح ازدواجية خطاب نواب حزب العدالة والتنمية، عرف اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال الأخير بمجلس النواب، مواجهة ساخنة بين النائب البرلماني عن العدالة و التنمية عبد الصمد حيكر، ووزير التربية الوطنية محمد سعد برادة، قبل أن تنقلب الأمور إلى ود ومجاملات والتقاط صور على مائدة الغداء بمطعم البرلمان.
حيكر وجه انتقادات لاذعة غير مسبوقة لوزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، واصفاً إياه بأنه “لا علاقة له بالقطاع الحساس وغير مؤهل لتدبيره”، كما اتهمه بتعيين مسؤولين إقليميين لوزارته وفق اعتبارات حزبية، متجاهلاً صوت احتجاجات الشباب على التعليم والصحة.
وذهب حيكر أبعد من ذلك، مستنكراً تصريحات الوزير حول اهتمام دول مثل فرنسا وألمانيا بتجربة مدارس الريادة بالمغرب.
و خاطب حيكر، الوزير برادة بلغة حادة : ” واش مسؤول على المستوى الترابي يجي يقولينا تلميذ في مدرسة الريادة أفضل من 80 تلميذ ، وإذا افترضنا أن هادشي كاين ، شنو مسؤوليتك نتا وشنو درتي لهادوك 80″.
حيكر قال أن الوزير برادة لا يحترم الخطب الملكية و الدستور ، وخاطبه بالقول : ” نتحداك تكون قاري القانون الإطار السيد الوزير ومطلع على الرؤية الاستراتيجية و التقارير الصادرة عن المجلس الاعلى للتربية والتكوين ، و لا قريتي الملخص التنفيذي الصادر عن المجلس الاعلى للتربية في موضوع التجربة الأولية لمدارس الريادة”.
الوزير برادة رد على تهجمات حيكر، واعتبر أن كلامه يدخل ضمن الشعبوية و الانتخابوية التي يمارسها العدالة و التنمية.
المفارقة أنه بعد كل هذه الملاسنات، و نهاية الإجتماع، جلس حيكر إلى جانب الوزير برادة على مائدة الغداء بمطعم البرلمان، ليتبادلا الابتسامات والمجاملات والصور، وكأن المواجهة الحادة التي جرت بين الطرفين فقاعة.
هذه الواقعة تعكس ما وصفه متتبعون بـازدواجية الخطاب عند نواب البيجيدي، الذين لا يتورعون عن مهاجمة المسؤولين الحكوميين علناً أمام المواطنين، ليظهروا في سياق آخر ودودين و يهرولون للجلوس و تقاسم الحديث مع الوزراء في أروقة و مطعم البرلمان.
rue20