فتيان قصبة المزار يسطرون المجد بدعم “ابن المنطقة”: تألق كروي يعكس روح العزيمة والانتماء

في قصة تبعث على الفخر والإلهام، واصل فتيان الاتحاد الرياضي سيدي ميمون قصبة المزار بايت ملول رحلة تألقهم الكروي، محققين إنجازًا جديدًا يضاف إلى سجلهم الحافل، وذلك بتأهلهم المستحق إلى نصف نهائي إحدى المنافسات الكروية الهامة. هذا الفوز المثير، الذي جاء على حساب فريق شباب القليعة بنتيجة 2-1 في ربع النهائي، لم يكن مجرد انتصار رياضي فحسب، بل هو تتويج لعمل دؤوب، وتجسيد لروح الانتماء، وشهادة على فعالية الدعم الذي يقدمه “أبناء المنطقة” لشبابها.

تحت قيادة المدرب القدير، وأحد أبناء المنطقة الأوفياء، رشيد مكراز، أظهر فتيان قصبة المزار مستوى فنيًا وتكتيكيًا عاليًا. كان الشوط الأول من المباراة مثالياً بامتياز، حيث فرض “أبناء مكراز” أسلوب لعبهم ببراعة، وتمكنوا من تسجيل هدفين نظيفين، عكسا بوضوح قوتهم الجماعية، والتزامهم التكتيكي، وتركيزهم العالي الذي لم يتزعزع. هذه البداية القوية منحت الفريق الأفضلية المطلقة، ووضعتهم في موقع مريح يؤكد سعيهم الجاد نحو تحقيق الفوز.

لم يكن الشوط الثاني أقل إثارة وحماسًا، فمع تقليص فريق القليعة للفارق، أظهر فتيان القصبة تماسكًا وقوة شخصية لافتة. على الرغم من الضغط الذي فرض عليهم، حافظوا على رباطة جأشهم وانضباطهم حتى اللحظات الأخيرة من عمر المباراة. هذه الصلابة الذهنية والقدرة على الصمود أمام الضغوط هي سمات لا تتوفر إلا في الفرق الكبيرة التي تمتلك إرادة الفوز.

وجاءت الدقيقة 92 لتكون نقطة التحول الحاسمة في اللقاء، حيث تألق حارس مرمى قصبة المزار ببراعة منقطعة النظير، متصديًا لضربة جزاء حاسمة كادت أن تُعيد المباراة لنقطة الصفر وتُبعثر أحلام التأهل. هذا التصدي البطولي لم يكن مجرد لقطة فردية، بل كان تجسيدًا للروح القتالية والعزيمة التي يتميز بها الفريق بأكمله، وإشارة واضحة إلى أن هؤلاء الفتيان لا يعرفون اليأس.

إن ما يميز هذا الإنجاز هو البعد المحلي العميق الذي يتجلى في قيادة المدرب رشيد مكراز، “ابن المنطقة”، لفريق يضم أبناء قصبة المزار. هذا التناغم بين المدرب والفريق يخلق بيئة من الثقة المتبادلة والفهم العميق للتحديات والطموحات المحلية. فكون المدرب من أبناء المنطقة يجعله أكثر دراية بإمكانيات الشباب وتطلعاتهم، وأكثر قدرة على غرس قيم الانضباط والعزيمة والانتماء، ليس فقط داخل المستطيل الأخضر، بل في حياتهم بشكل عام.

كل التحية والتقدير لأبناء قصبة المزار على هذا الأداء البطولي، والانضباط الكبير، والروح الرياضية العالية. إنهم ليسوا مجرد لاعبين، بل هم سفراء لمنطقتهم، يرفعون اسمها عاليًا في المحافل الرياضية، ويشكلون مصدر إلهام للأجيال القادمة. هذا الإنجاز يؤكد أن الدعم المحلي، ممثلاً في قيادات من أبناء المنطقة، هو حجر الزاوية في بناء فرق قوية قادرة على تحقيق الإنجازات ورفع راية التفوق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى