زواحف سامة وأوضاع صحية متدهورة تهدد ساكنة جماعة إداوكازو بالصويرة: غياب المستوصف يزيد المخاطر في صيف ملتهب

في ظل ارتفاع درجات الحرارة، ومع اقتراب ذروة فصل الصيف، تعيش ساكنة جماعة إداوكازو، قيادة أدوتغومة، دائرة تمنار بإقليم الصويرة، على وقع مخاطر صحية متزايدة، أبرزها انتشار الزواحف السامة والعقارب، وسط فراغ صحي تام ، نتيجة توقف المستوصف الوحيد عن العمل منذ أكتوبر الماضي.

ففي مشهد يلخص حجم التهديد الذي يحدق بالسكان، جرى مؤخرًا توثيق قتل ثعبان ضخم كان يتسلل إلى محيط أحد التجمعات السكنية، ما أثار حالة من الهلع، وعاد ليُذكر الجميع بالخطر المحدق الذي بات يوميًا في منطقة تفتقر لأبسط مقومات التدخل الطبي.

غياب الطاقم الطبي والتمريضي، وانعدام خدمات الرعاية الصحية الأساسية، يجعلان من حياة ساكنة إداوكازو معاناة يومية، خاصة بالنسبة للفئات الهشة مثل النساء الحوامل، الأطفال، والمسنين. وفي حالات الطوارئ، يجد المواطنون أنفسهم مضطرين لقطع مسافات طويلة نحو تمنار أو غيرها من المراكز، وهو أمر قد يكون مكلفًا وخطيرًا في الحالات المستعجلة مثل لسعات العقارب أو عضات الأفاعي.

وتشير شهادات من السكان إلى أن خطر الزواحف لا يقتصر فقط على المزارع والمراعي، بل بدأ يتسلل إلى محيط المنازل، في ظل غياب حملات وقائية أو أي برنامج لمكافحة انتشار هذه الكائنات القاتلة، وهو ما يزيد من قلق السكان، في منطقة تعرف بمناخها الحار وطبيعتها الوعرة.

وفي ظل هذا الوضع المقلق، يطالب السكان السلطات الإقليمية ووزارة الصحة بالتدخل العاجل لإعادة تشغيل المستوصف المحلي وتوفير طاقم طبي وتمريضي دائم، مع ضمان توفير الأمصال الضرورية للتعامل مع لسعات الزواحف، إلى جانب إطلاق حملات للتطهير البيئي ومكافحة الحشرات والزواحف التي تشكل خطرًا مباشرًا على السلامة الجسدية للمواطنين.

إن جماعة إداوكازو اليوم، ليست فقط ضحية عزلة جغرافية، بل أيضًا ضحية تهميش صحي يُعرض مئات المواطنين يوميًا لأخطار محدقة. فالصحة ليست امتيازًا، بل حقٌ دستوري، وتأمين خدمات الرعاية الصحية الأساسية يجب أن يكون أولوية عاجلة قبل أن تُزهق أرواح بسبب ثعبان أو عقرب، أو بسبب غياب حقنة لم تجد من يصفها.

أحمد الزياني

الصويرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى