
تعيش مدينة القليعة، ضواحي أكادير، على وقع جدل واسع بعد متابعة شاب في حالة اعتقال إثر شكاية تقدم بها المجلس الجماعي للمدينة، يتهمه فيها بتوجيه اتهامات خطيرة بالفساد في حق مسؤولين ومنتخبين محليين، دون أن يتوفر على أية أدلة ملموسة تدعم ادعاءاته.
وبحسب مصادر محلية، فإن الشاب المذكور يدير صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، دأب من خلالها على نشر منشورات ومحتويات تتناول أوضاع المدينة، حيث يزعم وجود اختلالات وتجاوزات في تدبير الشأن المحلي، في ما وصفه متابعوه بأنه “نسج من وحي الخيال”.
وفي تصريحات متفرقة لبعض ساكنة المدينة، أكد عدد منهم أن المعني بالأمر معروف بمعاناته من اضطرابات نفسية، مشيرين إلى أن ما ينشره لا يعكس الواقع الذي تعيشه القليعة، بل يعكس حالة فردية تستوجب التعامل معها بالحس الإنساني أكثر من المقاربة الزجرية.
وأجمع معظم المعلقين على صفحته على تكذيب ما يروج له، مؤكدين أن المدينة تعرف تحسناً ملحوظاً في تدبير الشأن العام، وأن المجلس الجماعي الحالي يسير في الطريق الصحيح، من خلال مشاريع تنموية وتدخلات ميدانية تحظى باستحسان عدد من الساكنة.
من جهة أخرى، يطرح اعتقال الشاب عدة تساؤلات حول الحدود الفاصلة بين حرية التعبير واتهامات القذف، كما يفتح النقاش مجدداً حول كيفية تعامل المؤسسات مع الحالات التي تهم أشخاصاً يعانون من اضطرابات نفسية، في ظل ما يعرفه الفضاء الرقمي من انفلاتات في الخطاب والمعلومة.
وفي انتظار ما ستسفر عنه مجريات التحقيق، تترقب ساكنة القليعة مآل هذه القضية، وسط دعوات للتعامل معها بما يضمن احترام حقوق الأفراد، وحماية المؤسسات من التشهير، مع مراعاة الجانب الإنساني والطبي لمن هم في وضعية هشاشة نفسية.