الجزائر “تحضر” قمة مراكش حتى لا تغضب روسيا

هل سيواصل نظام العسكر الجزائري بهلوانيته وسلوكياته الطائشة وغير المسؤولة خلال القمة العربية الروسية الهامة التي ستعقد اليوم وغدا الاربعاء بمراكش، أم تتراجع الجزائر عن غيها لكي لا تغضب حليفها التقليدي المتمثل في روسيا وتحضر اشغال القمة العربية- الروسية.

هذه مجموعة من الأسئلة يطرحها المتتبعون للشأن السياسي الإقليمي والدولي مع إعلان الجامعة العربية وروسيا تنظيم المنتدى المشترك السادس بالمملكة المغربية وبالتحديد بمدينة مراكش، علما أن نظام العسكر قطع علاقاته الدبلوماسية وأغلق حدوده البرية والجوية مع جاره المغرب، وذلك بعد سلسلة الهزائم الدبلوماسية التي تلقاها بخصوص ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، حيث يعيش عزلة قاتلة على الصعيد الدولي والقاري وغضبا شعبيا لم تنفع معه سوى حملات القمع والتقتيل والاعتقالات التعسفية في حق نشطاء الحراك الشعبي وكل معارض لسياسة الجنرالات الكارثية.

ويرى العديد من المراقبين أن نظام الجزائر لن يكرر ما فعله مؤخرا في العديد من الملتقيات والمحافل الدولية والإقليمية، والتي قاطعها بدون حجة أو بحجج واهية، حيث من المحتمل أن يرضخ الجنرالات للأمر الواقع ويسجلون حضورا ولو باهتا حتى لا تغضب روسيا.

و تشهد مدينة مراكش طيلة يومين إنزالا عربيا وروسيا، بمناسبة احتضانها المنتدى العربي الروسي يومي 19 و20 دجنبر 2023، حيث تم توجيه الدعوات إلى جميع أعضاء جامعة الدول العربية من قبل أمينها العام احمد ابو الغيط.

ووجه أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، رسميا، الدعوة إلى جميع الدول الأعضاء في هذه المنظمة للمشاركة في الدورة الوزارية السادسة للمنتدى الروسي-العربي الذي سينعقد اليوم وغدا بمراكش بعد تأجيل لعدة مرات، وبما أن الجزائر عضو في الجامعة العربية، فقد تم توجيه الدعوة إليها للحضور في هذه القمة الهامة التي يحتضنها المغرب وتعرف حضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لكن السؤال الذي يفرض نفسه، هل ستحضر الجزائر إلى القمة أم أنها ستقاطع القمة وتغضب حليفتها روسيا، أم أنها سترضخ للأمر الواقع وتحضر؟.

وفي هذا الصدد، يرى الخبير و المحلل السياسي الموساوي العجلاوي، أن انعقاد المنتدى العربي الروسي في المغرب له دلالات ومعاني عدة، خاصة أنه يأتي في سياق تنويع المملكة لشركائها وانفتاحها على شركاء جدد، مؤكدا أن روسيا تولي أهمية قصوى للمغرب وتعتبره فاعلا إفريقيا حقيقيا يمكن التعويل عليه.

وأوضح الموساوي، أن مشاركة الجزائر في هذا المنتدى قد تقتصر على ضيوف من الصف الثاني، لكن لا يمكن أن تقاطع هذا الحدث؛ لأن ذلك قد يعكس عزلتها في محيطها العربي والإقليمي. وأكد الموساوي ان روسيا لها مصالح حيوية مع المغرب ولا يمكن أن تغامر بشريك استراتيجي في شمال إفريقيا.

ويذكر أن العلاقات المغربية الجزائرية تعيش منذ سنوات على وقع جفاء وقطيعة دبلوماسيين عقب قرار السلطات الجزائرية أحادي الجانب قطع العلاقات مع الرباط وإغلاق الحدود وسحب السفير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى