
في عالمٍ يختار فيه البعض الاستسلام أمام التحديات، يبرز أشخاص نذروا أنفسهم للنضال والإبداع، ولا شيء يثنيهم عن تحقيق أحلامهم. يوسف العود، المخرج السينمائي ورئيس جمعية فنون بلا حدود للسينما والمسرح، يعد واحدًا من هؤلاء الذين يجسدون العزيمة والإصرار في أبهى صورهما، إذ يمثل مدينة أيت ملول خير تمثيل، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي.
ومع ذلك، ورغم تفانيه وعمله الدؤوب، يواجه يوسف العود تحديات كبيرة، أبرزها حرمان جمعيته من الدعم العمومي من المجلس الجماعي لأيت ملول لثلاث سنوات متتالية، فقط لأن أعضاء الجمعية هم أبناء المدينة، بينما تحظى جمعيات من خارج أيت ملول، قادمة من الدشيرة، القليعة وتزنيت، بالدعم رغم أن أنشطتها لا تترك أي أثر يُذكر في المدينة.
ورغم هذه العراقيل، لا يزال يوسف العود يحمل مشعل الإبداع والفن، ممثلاً أيت ملول في الدورة التكوينية التي تضم 21 جمعية من جمعيات المجتمع المدني التي تم اختيارها بعناية على مستوى جهة سوس ماسة. وهو في ذلك لا يسعى فقط إلى إبراز الطاقات الشابة وتنميتها، بل أيضًا إلى الترافع عن مشاريع تعود بالنفع على شباب مدينته، واضعًا نصب عينيه مصلحة أيت ملول وأبنائها قبل أي شيء آخر.
في زمنٍ يعجّ بالمحبطين والمتخاذلين، يستحق هذا الرجل كل الاحترام والتقدير. إنه نموذج يُحتذى به في حب المدينة والتفاني في خدمتها، حتى بدون دعم رسمي. رفع القبعة ليوسف العود، المناضل الذي لا يستسلم، بل يبتسم دائمًا متفائلًا بغدٍ أفضل.
حسن الساحلي