شركات إسبانية كبرى تنقل نشاطها إلى المغرب

في تحول استثماري لافت، قررت ثلاث شركات إسبانية عملاقة في قطاع الأغذية نقل جزء من نشاطها التجاري إلى المغرب. ويأتي هذا القرار في ظل ضغوط متزايدة من الاتحاد الأوروبي، التي تفرض معايير بيئية وضريبية صارمة، دفعت الشركات إلى البحث عن بيئة أعمال أكثر مرونة وجاذبية.

وفقًا لمصادر إعلامية إسبانية، فإن عوامل عدة ساهمت في اتخاذ هذه الخطوة، من أبرزها انخفاض تكاليف العمالة، والمزايا الضريبية، والتنظيمات البيئية الأكثر تساهلًا في المغرب مقارنة بأوروبا. ويعتبر القرب الجغرافي من إسبانيا عاملًا إضافيًا يجعل المغرب وجهة مفضلة لهذه الشركات، خاصة في القطاعات التي تعتمد على الزراعة والصناعات الغذائية.

من بين الشركات التي اختارت المغرب وجهة جديدة:

إيبرو فودز: تمتلك مصنعًا في منطقة العرائش منذ عام 2001 بطاقة إنتاجية تصل إلى 50 ألف طن من الأرز سنويًا، واستثمرت أكثر من 15 مليون يورو لتعزيز وجودها في السوق المغربية.

بورخيس: المتخصصة في الزيوت والمكسرات، دخلت السوق المغربية عبر Framaco SA، حيث تعمل في إنتاج زيت الزيتون وتعبئة الزيتون، مما يمنحها قدرة تنافسية عالية في السوقين المحلي والعالمي.

جوفر: شركة أخرى في قطاع الأغذية الزراعية، تبحث عن تحسين تكاليف التشغيل وتوسيع انتشارها الدولي.

أحد العوامل الرئيسية التي تجذب الشركات الإسبانية إلى المغرب هو المرونة في الأنظمة البيئية والزراعية. في حين تمنع القوانين الأوروبية استخدام بعض منتجات الصحة النباتية، يسمح المغرب باستخدامها ضمن معايير محددة لسلامة التصدير.

تحديث القطاع الزراعي المغربي، بالإضافة إلى الطلب المتزايد على التكنولوجيا والآلات الزراعية، يفتح آفاقًا جديدة للشركات الأجنبية. في عام 2023، بلغت قيمة صادرات إسبانيا من الآلات الزراعية إلى المغرب أكثر من 10 ملايين يورو، والجرارات حوالي 25 مليون يورو.

الشركات الإسبانية لم تكتف بالصناعات الغذائية التقليدية، بل بدأت تستثمر في التكنولوجيا الزراعية، مثل تطوير أصناف نباتية تتكيف مع المناخ المغربي وبناء البيوت الزجاجية وصيانتها.

هذه الخطوة تؤكد على التكامل الاقتصادي بين المغرب وإسبانيا، حيث يوفر المغرب بيئة استثمارية تنافسية للشركات الأوروبية التي تبحث عن خفض تكاليفها وتعزيز هوامش أرباحها، مما يساهم في خلق فرص عمل محلية وتحفيز النمو الاقتصادي.

مع استمرار الضغوط الأوروبية البيئية، يبدو أن المزيد من الشركات ستنضم إلى هذا الاتجاه، مما يجعل المغرب شريكًا استراتيجيًا رئيسيًا لإسبانيا في مجالات الزراعة والصناعات المرتبطة بها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى