شهدت محطة سيارات الأجرة الكبيرة بشارع عبد الرحيم بوعبيد بمدينة أكادير أمس الخميس حادثة مؤلمة أثارت استياءً واسعاً في صفوف المواطنين. القصة بدأت عندما وصل رجل في الخمسينيات من عمره، إلى المحطة سعياً لاستقلال سيارة أجرة تقله إلى المستشفى العسكري بالدشيرة، بسبب تدهور حالته الصحية.
لكن سائق سيارة الأجرة الذي توجه إليه الرجل رفض نقله بحجة أن حالته الصحية الحرجة تمنعه من القيام بذلك، وفقاً للقانون الذي يحظر على سائقي سيارات الأجرة نقل المرضى. اضطر الرجل إلى الانتظار قرب المحطة، حيث بقي جالساً دون أن يتلقى أي مساعدة تُذكر من الحاضرين.
وفي مشهد يعكس الإنسانية والمسؤولية، تدخلت سيدة تقود سيارتها الخاصة وعرضت نقله إلى المستشفى. ورغم محاولتها لإنقاذه، شاءت الأقدار أن يفارق الرجل الحياة عند وصوله إلى باب المستشفى.
الواقعة دفعت عناصر الشرطة إلى فتح تحقيق، حيث تم الاستماع إلى السيدة التي نقلت الرجل في محضر رسمي، قبل أن يتم إخلاء سبيلها.
من جهة أخرى، أعلنت عائلة الفقيد عزمها متابعة سائق سيارة الأجرة قضائياً بتهمة عدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر. وأكدت العائلة أن القانون، رغم منعه نقل المرضى بواسطة سيارات الأجرة، كان يفرض على السائق الاتصال بمصالح الأمن أو الإسعاف لتقديم المساعدة اللازمة.
الحادثة أثارت موجة من الغضب وسط المواطنين الذين استنكروا تصرف السائق، وأبدوا استياءهم من عدم تدخل أي شخص من المتواجدين بالمحطة لتقديم يد العون للرجل. وطالبوا بإجراء تحقيق شامل لمحاسبة كل من يثبت تورطه في عدم تقديم المساعدة لشخص في وضعية حرجة.
وتعيد هذه الحادثة تسليط الضوء على ضرورة تعزيز قيم التضامن والمسؤولية المجتمعية، إضافة إلى أهمية التوعية بواجب تقديم المساعدة للآخرين في حالات الطوارئ، لتجنب تكرار مثل هذه المآسي.
A.Bout