هل أصبحت المناصب البرلمانية في حزب الاستقلال امتيازًا للعائلة؟ بركة يُفضّل العائلة على كفاءات جهة سوس

 

عقد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال أمس الإثنين، اجتماعًا مكثفًا مع الفريق البرلماني للحزب بمجلس النواب، في خطوة لإقناع البرلمانيين بالتوزيع الجديد للمناصب داخل البرلمان. الاجتماع، الذي جاء على خلفية استوزار كل من عبد الصمد قيوح وعمر احجيرة ، لم يخلُ من التوترات والخلافات الداخلية، حيث يسعى بركة إلى تهدئة الغضب المتصاعد وسط البرلمانيين بخصوص توزيع المناصب داخل الحزب.

محاولات لتخفيف حدة التوتر وسط صراع على المناصب
يسعى نزار بركة من خلال هذا الاجتماع إلى احتواء الخلافات التي تعصف بالفريق البرلماني، حيث أكدت مصادر صحفية أن نور الدين مضيان يسعى للعودة إلى رئاسة الفريق بعد حفظ الشكاية التي كانت مقدمة ضده من قبل النائبة نعيمة المنصوري. ويبدو أن اختيار عمر احجيرة لرئاسة الفريق أثار غضب العديد من البرلمانيين، خاصة وأن هناك حكمًا بالإدانة ضده في قضية تتعلق بجرائم الأموال، مما دفع بعض الأعضاء إلى التشكيك في نزاهة التعيينات واعتبارها منحازة.

استياء البرلمانيين من غياب التوازن الجغرافي في توزيع المناصب
تشير مصادر استقلالية إلى أن الاعتراض لا يقتصر على مضيان فقط، بل يمتد ليشمل برلمانيين من جهات متعددة، خصوصًا جهة الدار البيضاء التي لم تحظ بأي منصب وزاري أو برلماني رئيسي، في مقابل هيمنة جهة فاس مكناس، التي ينتمي إليها آل الفاسي، مما اعتبره البعض تفضيلاً غير عادل.

صفقة بين بركة وقيوح تشعل المزيد من الانتقادات
المثير للاهتمام هو الصفقة السياسية التي تمت بين عبد الصمد قيوح ونزار بركة. فور تولي قيوح الوزارة، انقلب على برلمانيي سوس. وكان من المتوقع أن يكون منصب النائب الأول للطالبي العلمي من نصيب جهة سوس، لكن قيوح ضحى بخالد الشناق، الذي كان مرشحًا طبيعيًا للمنصب، لإرضاء بركة. وفي خطوة مفاجئة، تم منح المنصب لعبد المجيد الفاسي، صهر بركة، رغم أن الشناق والفاسي كلاهما خريجا جامعة الأخوين ويحملان شهادات عليا من مؤسسات مرموقة في أوروبا.

جدل حول رئاسة الفريق النيابي وملامح تحالفات جديدة
رغم رغبة نور الدين مضيان في استعادة رئاسة الفريق النيابي، يبدو أن بركة يفضل ترشيح علال العمراوي لهذا المنصب عن دائرة فاس الجنوبية، مما يعكس توجهًا واضحًا لتعزيز هيمنة تيار الفاسيين على المناصب الهامة داخل الحزب. ويأتي ذلك في وقت يتسابق فيه بركة لتفادي الانقسام داخل الفريق البرلماني في ظل تزايد أصوات الانتقادات.

صمت تيار ولد الرشيد: هل هو مقدمة لخطوة حاسمة؟
بقي تيار حمدي ولد الرشيد صامتًا رغم هذه التوترات، إلا أن هذا الهدوء أثار التكهنات حول احتمال أن يتحول إلى عاصفة سياسية داخل الحزب. البعض يتوقع أن تيار ولد الرشيد يخطط لرد قوي قد يشمل المطالبة باجتماع المجلس الوطني للحزب وربما اتخاذ موقف جديد ضد بركة، بما في ذلك المطالبة بالانسحاب من الحكومة، إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

هل يستطيع بركة السيطرة على الوضع؟
يمر حزب الاستقلال بمرحلة حاسمة، حيث يسعى نزار بركة لإعادة ترتيب البيت الداخلي وتجنب الانقسام وسط الخلافات العميقة. ويبدو أن مهمة بركة في تهدئة الأجواء وإرضاء الأطراف المختلفة تتطلب المزيد من الشفافية والعدالة في توزيع المناصب، وهو ما سيتضح خلال الأيام المقبلة ما إذا كان بركة سينجح في تحقيقه أم لا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى