تارودانت:هل ينجح العامل الجديد في تفكيك شبكة المصالح السياسية التي تعرقل حل ملف الزلزال؟

 

العامل السابق لإقليم تارودانت، السيد الحسين أمزال، ترك صدى طيباً لدى ساكنة الإقليم بشهادة الجميع، حيث عرف بتفانيه وإخلاصه في العمل خلال الثماني سنوات التي قضاها في هذا المنصب. تمكن من حل العديد من المشاكل التي كانت تؤرق الإقليم، وبنى علاقة قوية مع المواطنين والمسؤولين على حد سواء. ورغم التحديات التي واجهته، سواء المتعلقة بالبنية التحتية أو التنمية المحلية، إلا أن الساكنة شهدت له بالجدية والتفاني. حتى في اللحظات التي استعصى فيها حل بعض الملفات، مثل ملف متضرري زلزال شتنبر 2023، حافظ أمزال على صورته كمسؤول يحظى بالاحترام والتقدير، مما جعل مغادرته تترك أثراً واضحاً في نفوس الساكنة.

 

في ظل المعاناة المستمرة للأسر المتضررة من زلزال شتنبر 2023 بإقليم تارودانت، تتجدد الدعوات المطالبة بتسريع وتيرة إعادة الإعمار وتوفير سكن لائق للمتضررين. وقد نظم العشرات منهم أمس الإتنين وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية جهة سوس ماسة، معربين عن استيائهم من بطء الإجراءات وتأخر الحلول.
مع تعيين عامل جديد للإقليم، تتجدد الآمال لدى المتضررين في إيجاد حل جذري لمشاكلهم. يأتي تعيين السيد مبروك تابت خلفًا للسيد الحسين أمزال في ظل توقعات كبيرة بقدرته على فك شفرة هذا الملف المعقد، خاصة وأن العامل السابق قد واجه صعوبات كبيرة في التعامل مع تداعيات الزلزال.
ويرجع بعض المتتبعين للشأن المحلي سبب هذه الصعوبات إلى تدخلات سياسية وتعارض المصالح، مما أدى إلى تعقيد الإجراءات وتأخير صرف المساعدات. وقد دفع هذا الوضع العامل السابق إلى طلب إعفائه من مهامه بعد تجاوزه سن التقاعد بأكتر من 6 سنوات، تاركًا الملف مفتوحًا أمام خلفه.
يتساءل المتضررون الآن: هل يستطيع العامل الجديد مواجهة هذه التحديات المعقدة؟ وهل سيتمكن من كسر الحلقة المفرغة التي أصبحت تعيق عملية إعادة الإعمار؟ أم أنهم سيظلون عالقين في دوامة البيروقراطية والتسويف؟
إن نظرة المتضررين تتجه الآن نحو العامل الجديد بانتظار خطوات عملية وجادة من شأنها أن تعيد الأمل إلى قلوبهم وتضمن لهم عودة الحياة إلى طبيعتها في أقرب وقت ممكن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى