البطالة في الدشيرة الجهادية: فرص اقتصادية واعدة تحتاج الى دعم المنتخبين

تعاني مدينة الدشيرة الجهادية من تفشي البطالة بين الشباب، رغم امتلاكها لمقومات اقتصادية تتيح لها أن تكون قاطرة للتنمية المحلية. تعد الدشيرة، التي تقع في إقليم إنزكان أيت ملول، نقطة استراتيجية تجمع بين قطبي مدينة أكادير السياحية وإنزكان الاقتصادية، مما يؤهلها لأن تلعب دوراً محورياً في التنمية الاقتصادية بالمنطقة.

تاريخ التبعية الإدارية وتأثيره على الاقتصاد المحلي
تأثرت الدشيرة طويلاً بتبعيتها الإدارية لكل من أيت ملول وإنزكان، حيث استفادت هاتان المدينتان من النشاط الاقتصادي والصناعي، في حين بقيت الدشيرة مجرد منطقة سكنية تفتقر إلى النشاط الاقتصادي المتنوع. هذا الوضع أثّر سلباً على فرص الشباب في إيجاد عمل داخل مدينتهم، حيث اضطر الكثير منهم إلى الهجرة نحو المدن المجاورة بحثاً عن فرص أفضل.

التحول الاقتصادي في التسعينيات
مع تحول الدشيرة إلى بلدية حضرية في عام 1992، بدأت المدينة تشهد تحولات اقتصادية مهمة. المنطقة الصناعية في تاسيلا جذبت استثمارات مهمة وبدأت في دعم مداخيل الجماعة. كما شهدت الدشيرة تدفق تجار الجملة الذين هاجروا من إنزكان إلى المدينة، مما ساعد في تنشيط القطاع التجاري المحلي وخلق بعض فرص العمل.

تحديات البطالة رغم التحولات الاقتصادية
ورغم هذا الحراك الاقتصادي، لا تزال الدشيرة الجهادية تواجه تحديات كبيرة فيما يتعلق بارتفاع معدلات البطالة. الشباب، وهم الفئة الأكثر تضرراً، يجدون أنفسهم في وضع صعب نتيجة نقص الفرص الاقتصادية. ورغم ظهور مشاريع تجارية وخدمية، مثل المطاعم والمحلات التجارية، فإن هذه المشاريع وحدها ليست كافية لامتصاص الأعداد الكبيرة من العاطلين عن العمل.

دور المجلس الجماعي في دعم الاقتصاد المحلي
يأتي هنا دور المجلس الجماعي المنتخب في الدشيرة الجهادية، والذي يتحمل مسؤولية دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتقديم تسهيلات مثل الإعفاءات الضريبية وتخفيض الرسوم. على المجلس أيضاً أن يعمل على تحسين البنية التحتية التجارية، مثل فتح ممرات جديدة وتوسيع الشوارع لتسهيل حركة التجارة والنقل في المدينة، مما سيشجع الاستثمارات ويوفر فرص عمل جديدة.

تطوير الخدمات وتحسين جاذبية المدينة
المجال الخدمي، خصوصاً قطاع المطاعم، يعتبر مجالاً واعداً يمكن أن يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي. مع افتتاح مطاعم جديدة تقدم خدمات عالية الجودة، يمكن أن تصبح الدشيرة وجهة محببة للسياح والمستثمرين على حد سواء. لذلك، يجب على المجلس الجماعي دعم هذه الفكرة من خلال تحسين الخدمات وتوفير بيئة عمل جاذبة.

التحديات البيئية والجمالية
رغم التوسع الاقتصادي، لا تزال مشاكل مثل نظافة البيئة وجمالية الأماكن العامة تشكل عقبة أمام تحقيق التنمية المستدامة. يُعتبر السوق اليومي في الدشيرة مثالاً على ذلك، حيث يؤثر سلباً على الصورة العامة للمدينة ويعيق جهود تحسين البيئة الحضرية. لذا، يجب على المجلس أن يعمل على تطوير هذه الفضاءات العامة وتحسين جاذبيتها.

نحو مستقبل أفضل
مع توجه الحكومة نحو تحقيق نمو اقتصادي شامل على المستوى الوطني، يمكن للدشيرة أن تساهم بشكل كبير في تعزيز هذا التوجه. ولكن ذلك يتطلب رؤية شاملة من المجلس الجماعي وخطوات ملموسة لدعم الشباب وتوفير الفرص لهم. يتطلع الشباب إلى أن تكون للنواب البرلمانيين أدوار حقيقية في الدفاع عن حقوقهم، خاصة فيما يتعلق بمواجهة الزبونية والمحسوبية التي أصبحت عائقاً أمام الوصول إلى فرص العمل.

الوعود الانتخابية والتحديات القادمة
وعود التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل التي أطلقها المرشحون في الانتخابات لم تتحقق بعد بشكل ملموس. شباب الدشيرة ينتظرون من النواب الذين حصلوا على أصواتهم أن يدافعوا عن حقوقهم في البرلمان، وأن يعملوا بجدية على توفير فرص العمل ودعم المشاريع الاقتصادية التي تخدم المنطقة.

رغم التطورات الاقتصادية التي تشهدها الدشيرة الجهادية، لا تزال البطالة تشكل تحدياً كبيراً أمام شباب المدينة. الحل يكمن في تضافر جهود المجلس الجماعي والمنتخبين لدعم المشاريع الاقتصادية الناشئة وتوفير بيئة عمل مناسبة للشباب.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى