الفنان حسن صبري، المعروف في الساحة الفنية باسم “حسن ازيكي”، هو واحد من الأسماء التي برزت في عالم الفن الأمازيغي. وُلد عام 1984 في قرية تاسمومت التابعة لقيادة أركانة في إقليم تارودانت، ونشأ في أسرة فقيرة، مما شكّل تجربته الحياتية والفنية منذ نعومة أظافره. منذ صغره، كان شغوفًا بالموسيقى، وخاصة العزف على المزمار، والذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياته اليومية. وكان يرافق فرق أحواش المحلية في إحياء الأعراس والمناسبات التقليدية التي كانت تقام في قريته.
في عام 2002، اتخذ حسن ازيكي خطوة مهمة في حياته المهنية عندما انتقل للعيش في مدينة الدشيرة، التي تُعدّ مهدًا للفن الأمازيغي. هناك، أتيحت له الفرصة للقاء مجموعة من أعلام الفن الأمازيغي الذين كان لهم تأثير كبير على مسيرته الفنية. ومن بين هؤلاء الفنانين: حسن أرسموك، نجوم أيت باعمران، مولاي أمنار، حميد أمناي، مسعود بوالفاكيت، الرايس الحسين أصبار، مينة تبعمرانت، مينة تتريت، وخديجة تغازوت. تلك اللقاءات والصداقات ساعدته على تطوير مهاراته الموسيقية والفنية، حيث كان يرافق هؤلاء الفنانين في إحياء الحفلات والسهرات، مما منحه خبرة واسعة وشبكة علاقات قوية في الوسط الفني.
بعد سنوات من اكتساب الخبرة، قرر حسن ازيكي العمل بشكل مستقل، وبدأ في إحياء الحفلات والمناسبات بمفرده. وشيئًا فشيئًا، أصبح اسمه مألوفًا في الساحة الفنية الأمازيغية، وشارك في العديد من المهرجانات الفنية. وفي عام 2015، أصدر أول ألبوم غنائي له تحت عنوان “اهيات سلايي”، وهو عمل فني لاقى استحسان الجمهور، وساهم في تعزيز مكانته كفنان أمازيغي موهوب.
لم تتوقف طموحات حسن ازيكي عند الغناء والموسيقى، فقد قرر دخول مجال التمثيل في عام 2020. شارك في عدة أعمال أمازيغية ناجحة مثل “بابا علي”، “إبوغاس”، “حكايات زمان”، “تودرت إكيكيل”، “أكاس”، و”تامرا نوفكان”. أثبت من خلالها موهبته في التمثيل، ووسع نطاق إبداعه الفني ليشمل مجالات متعددة، مما أكسبه شعبية واسعة في الأوساط الأمازيغية.
على الصعيد الشخصي، حسن ازيكي متزوج وأب لخمسة أبناء. يجمع بين مسؤولياته العائلية وطموحاته الفنية، ويواصل رحلته في عالم الفن بمزيج من الشغف والإبداع، حاملاً إرث الثقافة الأمازيغية في قلبه وروحه.