غرف الصناعة التقليدية: بين دعم الحرفيين وحماية صحة المواطنين

الرأي24/جميلة التازي

تواجه العديد من النساء المهووسات بتضخيم المناطق الحساسة من أجسادهن خطرًا متزايدًا على صحتهن بسبب استخدام منتجات مغشوشة وغير مرخصة. هذه المنتجات، التي يُروج لها تحت مسميات طبيعية وآمنة، لا تخضع لأي رقابة صحية أو تجارب علمية. ولعل الأخطر من ذلك أن بعض بائعات هذه المنتجات قد شاركن في معارض نظمتها إحدى غرف الصناعة التقليدية، مما يثير تساؤلات حول مصداقية هذه المعارض والمعايير التي تُعتمد فيها.

وقد أثار تكريم إحدى البائعات من طرف رئيس غرفة للصناعة التقليدية، الذي قدمها كـ”دكتورة” في صناعة مواد التجميل ومنحها شهادة تقديرية، استنكارًا واسعًا. حيث أصدر أعضاء الغرفة أنداك بيانًا يعبر عن استنكارهم لتصرفات الرئيس، مؤكدين أن مثل هذه التصرفات تشكل تشويشًا على سمعة الغرفة وتفتح الباب أمام الترويج للمنتجات المشبوهة التي تهدد صحة المستهلكين.

خطورة المنتجات المغشوشة

أبرز طبيب مختص في حديثه للجريدة أن الأدوية الطبية تمر عبر سلسلة من الأبحاث الدقيقة والتجارب العلمية لضمان فعاليتها وسلامتها، حيث يتم اختبارها أولاً في المختبرات ثم على عينات من الحيوانات والبشر. ولكن، عندما يتعلق الأمر بمنتجات تكبير الأرداف والمناطق الحساسة، فإن هذه المعايير الصحية لا يتم احترامها.

وأكد الطبيب أن الإشكالية تكمن في التحاميل المكونة من أعشاب غير معروفة المصدر، والتي لا تخضع لمعايير علمية دقيقة في عملية مزج مكوناتها. هذا التباين في الجرعات يؤدي إلى اختلاف كبير في مفعول المنتج من استخدام لآخر، مما يعرض مستخدماته لمخاطر صحية كبيرة.

وأشار الطبيب إلى أن هذه المنتجات قد تسبب مشاكل خطيرة في الجهاز الهضمي والحساسية، بالإضافة إلى عدم تناسق شكل الجسم نتيجة تضخيم المناطق بطريقة غير طبيعية. كما أوضح أن تضخيم مناطق مثل الأرداف والصدر بطرق غير طبيعية يخلق ضغطًا غير متوازن على الجهاز العظمي، مما يؤدي إلى آلام ومشاكل في الهيكل العظمي.

المخاطر الجمالية والصحية

تضخيم مناطق معينة من الجسم بشكل غير طبيعي قد يبدو للبعض حلًا سهلًا للحصول على شكل جذاب، ولكن الحقيقة أن هذه العمليات، سواء باستخدام المنتجات المغشوشة أو عبر العمليات غير المصرح بها، تحمل معها العديد من المخاطر الصحية. الأطباء المتخصصون في جراحات التجميل ينصحون بالابتعاد عن هذه الحلول السريعة ويؤكدون على ضرورة توخي الحذر واللجوء إلى أساليب معترف بها علميًا للحفاظ على سلامة الجسم.

يظل الوعي هو المفتاح لحماية الصحة والجمال. ويتوجب على الجهات المعنية تشديد الرقابة على المنتجات التي يتم الترويج لها، وخاصة تلك التي تستهدف النساء بشكل خاص، لحماية المجتمع من المخاطر الصحية التي قد تنجم عن استخدام منتجات مغشوشة وغير مرخصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى