في ظل المخاوف المتزايدة من تكرار فاجعة الطفل ريان، التي هزت مشاعر المغاربة والعالم بأسره سنة 2022، طالب العديد من سكان حي الفتح في مدينة أيت ملول عامل إقليم إنزكان بالتدخل العاجل لإنقاذهم من مشكلة خطيرة تهدد حياتهم اليومية. هذه المشكلة تتمثل في حفرة عميقة ناجمة عن انهيار أرضي غير متوقع، وهي ليست مجرد حفرة عادية، بل نتيجة وجود بالوعة صرف صحي.
عند اكتشاف الحفرة، تحرك سكان الحي بسرعة لتقديم شكوى إلى السلطة المحلية ممثلة في قائد الملحقة الأولى. استجابت السلطة بشكل فوري وأحالت الشكوى إلى جماعة أيت ملول باعتبارها الجهة المختصة بالنظر في مثل هذه القضايا. وبتاريخ 23 يوليوز 2024، تم استدعاء لجنة مختلطة تضم ممثلين عن الجماعة والوكالة المستقلة المتعددة الخدمات (RAMSA) لمعاينة الموقع. أكدت اللجنة أن سبب الانهيار هو وجود بالوعة صرف صحي غير قانونية تم حفرها بطريقة عشوائية ، مما أدى إلى تآكل التربة قرب قنوات الصرف الصحي.
هذا الانهيار يشكل تهديدًا كبيرًا على حياة السكان، وخاصة الأطفال الذين يلعبون بالقرب من موقع الحفرة. هذا القلق المتزايد دفع السكان إلى مطالبة السلطات المحلية بالتدخل السريع للحد من المخاطر المحتملة.
ولكن المفاجأة جاءت عندما أعلن ممثل الجماعة بشكل صادم أن هذه المشكلة “لا تهم الجماعة”، وحمل صاحب المنزل المسؤولية الكاملة. هذا التصرف أثار غضب سكان الحي، خاصة أن المجلس الجماعي كان المسؤول عن مشروع التطهير السائل في المنطقة عام 2022، والذي لم يُنفذ كما ينبغي. بدلاً من معالجة المشكلات التي ظهرت أثناء تنفيذ المشروع، تم تغيير موقع البالوعة بشكل غير مسؤول، تاركين الحفرة تشكل خطرًا يوميًا على حياة السكان.
عندما طالب سكان الحي بتوفير سياج حديدي على الأقل لحماية المارة من السقوط في الحفرة، قوبل طلبهم بالرفض من قبل الجماعة. مما دفع السكان إلى اللجوء مرة أخرى إلى قائد الملحقة الأولى والمصلحة التقنية، اللذين تدخلا بوضع حواجز مؤقتة حول الحفرة، في انتظار حل دائم وجذري.
ورغم التصريحات التي أدلى بها المسؤول الجماعي، والتي أكد فيها أنه يبحث عن “الآلية القانونية” لإصلاح الحفرة، لم يتم اتخاذ أي إجراءات فعلية حتى الآن. يظل الوضع على حاله، مما يعكس حجم الإهمال والتقصير الذي تعاني منه المنطقة ويزيد من معاناة سكانها.
في هذا السياق، يناشد سكان حي الفتح عامل الإقليم بالتدخل العاجل لحل هذه المشكلة قبل أن تتسبب في كارثة جديدة، مماثلة لما حدث مع الطفل ريان، وذلك حفاظًا على سلامة وأرواح المواطنين.