الاحتفاء بالذكرى 35 لوفاة الرايس سعيد أشتوك الذي فرض مكانته بين جيل قوي من الروايس.

تخليدا للذكرى الخامسة والثلاثون عن رحيل الفنان المبدع والشاعر المرحوم الرايس سعيد اشتوك، احتضنت غرفة التجارة والصناعة والخدمات بأكادير مساء يوم  السبت 7 شتنبر الجاري، ندوة علمية بعنوان : فن تيرويسا وسبل تثمين وصون والنهوض بالذاكرة الثقافية الامازيغية، من تنظيم مؤسسة سعيد اشتوك التي تأسست منذ سنة، وشارك في هذه الندوة كل من الأستاذ أحمد عاصيد، والدكتور الحسين بويعقوبي، والفنان بلعيد العكاف، والأستاذ أحمد بوزيد، والأستاذ عبد الرحمان فارس، فيما قام الإعلامي ابراهيم باوش عن تسيير الندوة، إلى جانب عدد من عشاق الفن والباحثين والمهتمين بالثقافة و اللغة الأمازيغيتين.


ويعتبر المرحوم الرايس سعيد أشتوك الذي وُلد سنة 1925 في قرية بيزران، التابعة لقبيلة إداو بوزيا، عمالة اشتوكن ايت باها، اسمه الحقيقي هو الحاج سعيد بيزران، إحدى الشخصيات الأكثر تأثيرًا في الموسيقى والشعر الأمازيغي، و يعتبر أول فنان يلج ميدان السياسة كعضو سابق بالجماعة القروية لبلفاع.
المرحوم ولع بالشعر والغناء سواء بالآلة أو بالدف في مراقص فن أجماك بالمنطقة وخارجها ، وكان يحاكي في الغناء الفردي جيل الرواد امثال المرحوم الحاج بلعيد، و أنشاد، و بودراع….. يتحلق حوله المعجبون به من كل الفئات.
في سنة 1958 تعرف المرحوم الرايس سعيد اشتوك على الرايس أحمد أمنتاك عن طريق عبد الله أشتوك، لينضم إلى فرقته، ليشكل بعدها فرقته الخاصة من العازفين والمنشدين مثل الفنان عبد الله بيزنكاض ، وعبد الله أشتوك وعبد الله أعشاق و العربي أسموكَن و الرايس جامع الحامدي و الرايس لحسن الفطواكي و الرايس إبراهيم أشتوك والرايس جامع أزيكي ، والحسين أشتوك مزين، بالضافة للفنانة الرايسة رقية الدمسرية و فاطمة الناشطة  وفاطمة تباعمرانت…
وطوال حياته، لم تكن إسهامات أشتوك في الموسيقى والشعر مجرد مصدر للترفيه، بل كانت أيضًا حجر الزاوية للهوية الثقافية الأمازيغية، وتبقى حفلاته، مثل السهرة التي أُقيمت في الرباط سنة 1988، محفورة في ذاكرة كل من حظي بفرصة حضورها.
وفرض المرحوم الرايس سعيد مكانته بين جيل قوي من الروايس أمثال الرايس عمر واهروش و الرايس محمد ألبنسير و عبد الله بن ادريس و الرايس أحمد بيزماون ، و الرايس المهدي بن مبارك والرايس إبراهيم بيهتي وآخرون.. حيث أُنشد أروع القصائد، واشتدت المنافسة في النظم والتلحين وتجويد الأداء، كما نشأت معارك أدبية شعرية خفية تارة وظاهرة تارة أخرى.
وغنى رحمه الله لقضايا  متعددة منها القضايا الإنسانية والاجتماعية و غنى للوطن وللقضية الصحراوية، كان بجانب المسكين والمعوز والفلاح والمظلوم والمهاجر ، وقام بجولة بعدة مدن داخل و خارج الوطن للتواصل مع جمهوره العريض، إلى أن توفي رحمه الله يوم 7 شتنبر سنة 1989.

اكادير : ابراهيم فاضل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى