فيروس “جدري القرود”: تهديد وبائي جديد في ظل التعافي من جائحة كوفيد-19

بينما يتعافى العالم تدريجياً من آثار جائحة كوفيد-19، يبدو أن الإنسانية على أعتاب تحدٍ وبائي جديد، ألا وهو فيروس “جدري القرود”. أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ جديدة، وسط مخاوف متزايدة من انتشار هذا الفيروس، الذي أصاب أكثر من 27 ألف شخص وأودى بحياة أكثر من 1100 شخص، معظمهم من الأطفال، في الكونغو منذ بداية تفشيه في يناير 2023.

التحديات الصحية العالمية لا تتوقف، ومع ظهور الأزمات الصحية المتتالية، تبرز مخاوف من تأثيرها على الصحة العامة وحالة الإرهاق الجماعي التي قد تصيب المجتمعات. إعلان حالة الطوارئ الصحية من قبل منظمة الصحة العالمية ليس إلا تحذيراً مبكراً للبلدان التي لم يصلها الفيروس بعد. الهدف هو رفع مستوى الاستعداد والاستجابة، حيث يتطلب الوضع الراهن تضافر الجهود المالية والعلمية والبشرية لمحاصرة الفيروس في المناطق المتضررة قبل أن ينتشر عالمياً.

في سبيل مواجهة هذا الوباء الجديد، تكمن الجهود الوقائية في أيدي المؤسسات والأفراد على حد سواء. تُعتبر الاحتياطات البسيطة حجر الأساس في محاصرة هذا الفيروس ومنعه من الانتشار. من بين هذه الاحتياطات، تجنب ملامسة الجلد بشكل مباشر، وهو ما يشمل التلامس الجسدي، والعلاقات الجنسية، وكذلك الابتعاد عن التقبيل أو الاتصال الفموي. كما يجب الحذر من القطيرات التنفسية التي قد تنتقل عبر العطس أو السعال خلال المخالطة الوثيقة لفترات طويلة.

إلى جانب ذلك، تتضمن التدابير الوقائية تجنب عضات أو خدوش الحيوانات البرية، وكذلك الامتناع عن تناول لحوم الحيوانات التي قد تكون ملوثة. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بتجنب استخدام الملابس أو المواد الملوثة، والابتعاد عن البيئات المجتمعية مثل الصالونات، الحمامات، والمراحيض العامة، التي يمكن أن تكون بؤراً لانتقال الفيروس.

على الرغم من أن العالم لا يزال يعاني من آثار جائحة كوفيد-19، إلا أن التجارب السابقة علمتنا أهمية الاستجابة السريعة والفعالة لأي تهديد صحي جديد. فيروس “جدري القرود” يذكرنا بأن معركة البشرية ضد الأمراض الوبائية لم تنته بعد، وأن التعاون الدولي والعلمي يظل ركيزة أساسية في التصدي لهذه التحديات.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى