منتخبون يعتمدون على “السبونسور” لتجميل صورتهم: فضيحة جديدة تُضاف إلى سجلاتهم

في مشهد سياسي يتسم بالكثير من الفضائح والانتقادات، نجد أنفسنا أمام فضيحة جديدة تضاف إلى سلسلة الفضائح التي طالت المنتخبين. هذه المرة، يتعلق الأمر بلجوء بعض رؤساء الجماعات إلى تقنية “السبونسور” المدفوعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف الترويج لإنجازات وهمية لا تعكس الواقع المعيش للمواطنين. في حين أن تقنية السبونسور تُستخدم عادةً في إشهار وترويج السلع والخدمات، يبدو أن هؤلاء المنتخبين حولوا العمل الجماعي إلى مقاولة تسعى لبيع وشراء رضا المواطنين من خلال دعاية مضللة.

هذه الخطوة تعكس بوضوح الأزمة العميقة التي يعاني منها بعض المنتخبين في فهم دورهم ومسؤولياتهم تجاه المواطنين. بدلًا من التركيز على تحقيق إنجازات فعلية وتحسين مستوى العيش للمواطنين الذين وضعوا ثقتهم فيهم، يلجأ هؤلاء إلى تزيين الصورة العامة لهم عبر وسائل غير نزيهة. إنها محاولة يائسة لتلميع صورتهم باستخدام المال، معتقدين أن بإمكانهم خداع الناس وتجميل الحقيقة المشوهة بوعود وشعارات كاذبة.

المشكلة هنا ليست فقط في استخدام المال العام للدعاية الكاذبة، بل في الانفصال التام بين المنتخبين والمواطنين. فالتفاعل الحقيقي والمتابعة المستمرة لأداء المنتخبين من قبل المواطنين أمر ضروري لضمان الشفافية والمساءلة. ولكن عندما يشعر المنتخبون بأنهم بعيدون عن عيون الرقابة الشعبية، يلجأون إلى مثل هذه الأساليب لتحسين صورتهم ظاهريًا، دون أن يكون لذلك أي أثر إيجابي على أرض الواقع.

ما يزيد من خطورة هذا الأمر هو أن هذه التصرفات تساهم في تفاقم أزمة الثقة بين المواطنين ومنتخبيهم. فبدلًا من تعزيز الثقة والشفافية، تؤدي هذه الممارسات إلى تعميق الهوة بين الطرفين، مما ينعكس سلبًا على العمل الجماعي ككل. وبدلًا من أن تكون الجماعات المحلية مراكز لخدمة المواطنين وتحقيق مصالحهم، تتحول إلى مقاولات هدفها الأساسي هو الترويج والدعاية الكاذبة.

إن هذه الفضيحة الأخيرة تفرض علينا جميعًا، كمواطنين وكمجتمع مدني، أن نكون أكثر يقظة وأن نطالب بمزيد من الشفافية والمحاسبة. يجب أن نصر على ضرورة تحقيق إنجازات حقيقية تعود بالنفع على المجتمع ككل، وأن نرفض بشدة أي محاولة للتلاعب بمشاعرنا وثقتنا عبر وسائل غير نزيهة. العمل الجماعي يجب أن يكون في خدمة المواطن، وليس في خدمة مصالح شخصية ضيقة.

يبقى الأمل في أن يتمكن المجتمع من فرض رقابة شعبية حقيقية على المنتخبين، وأن يتحقق الوعي الجماعي بأهمية الشفافية والمساءلة في تحقيق التنمية الحقيقية والمستدامة. فقط من خلال ذلك يمكننا بناء مجتمع قوي ومتماسك، يحظى فيه كل فرد بالاحترام والتقدير الذي يستحقه، بعيدًا عن الزيف والدعاية الكاذبة.

A.Boutbaoucht

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى