
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ودّعت الأوساط العلمية والدينية بالمغرب، صباح أمس، فضيلة الشيخ الدكتور الفقيه الحسن بن أحمد بن عمر وكاك السوسي، المعروف باسم “الشيخ الوجاجي”، عن عمر ناهز الـ 98 عامًا، بعد عمر حافل بالعطاء العلمي والدعوي.
ويُعد الشيخ الوجاجي أحد أعمدة الفقه والعلم الشرعي في المغرب خلال القرن الماضي، حيث كرس حياته لخدمة الدين، ونشر قيم الاعتدال، وتعليم الأجيال، تاركًا وراءه إرثًا علميًا ضخمًا، يشهد عليه العشرات من المؤلفات والمقالات، فضلًا عن آلاف الطلبة الذين تخرجوا على يديه داخل المغرب وخارجه.
عالِم رباني ومسيرة لا تُنسى
تميّز الشيخ الوجاجي بتمسكه القوي بـالسنة النبوية المطهرة، وبفهمه العميق للنصوص الشرعية، واجتهاده المستنير في تجديد الفقه الإسلامي بما يوافق روح العصر ويحفظ ثوابت الأمة. عُرف رحمه الله بزهده وتواضعه، وبحرصه على إظهار سماحة الإسلام ووسطيته في زمن كثرت فيه الانقسامات والتأويلات المتشددة.
لم يكن الشيخ مجرد فقيه، بل كان مربيًا وموجّهًا ومرشدًا، يجمع بين الحكمة والبصيرة، وبين قوة الحجة ولين المعاملة. وكان محل تقدير واسع من علماء المغرب وأهله، ومن محبيه في سائر العالم الإسلامي.
إرث علمي خالد
ترك الفقيد خلفه مكتبة علمية غنية من المؤلفات الفقهية والشرعية، التي كانت مرجعًا للباحثين وطلبة العلم، كما شارك في ندوات ومجالس علمية، وترك بصمته في عدة قضايا فكرية وعلمية شائكة كان له فيها موقف مبدئي رصين.
تعزية ودعاء
نسأل الله عز وجل أن يتغمد الشيخ الوجاجي بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يُلهم أهله وذويه وتلامذته ومحبيه في كل مكان الصبر والسلوان.
لقد فقدت الأمة الإسلامية علمًا من أعلامها الكبار، لكن إرثه سيظل حيًا، ونوره باقيًا في قلوب من تلقوا عنه، وساروا على نهجه.
“إنا لله وإنا إليه راجعون.”