أخنوش يكسر البروتوكول: رسالة دعم قوية لـ “بودرقة” ويعلن سوس ماسة “قلعة تجمعية”

في مشهد لم يكن عابراً، بل حمّالاً لدلالات سياسية عميقة، شهدت مدينة أكادير أمس السبت ملتقى جهوياً لحزب التجمع الوطني للأحرار، تحول إلى منصة لتأكيد التماسك الداخلي ودحض الشائعات، مع إعلان واضح عن استمرارية “مسار الإنجازات” بقيادة رئيس الحزب، عزيز أخنوش. الملتقى، الذي حضره أكثر من 6000 من مناضلي الحزب وقياداته، تميز بلحظة فارقة حين أصر أخنوش على إجلاس نائبه الأول بمجلس جماعة أكادير، مولاي مصطفى بودرقة، إلى جانبه، في رسالة دعم صريحة ومباشرة.

أخنوش وبودرقة: وفاء يتجاوز البروتوكول
رغم أن مولاي مصطفى بودرقة لا يشغل منصباً في المكتب السياسي للحزب، ولا يتولى مسؤولية تنظيمية وطنية أو جهوية، فإن إصرار أخنوش على أن يتصدر بودرقة المشهد بجانبه لم يكن مجرد مجاملة. بل كان رسالة قوية ومباشرة مفادها “دعم ثابت ووفاء لا يتزعزع” للرجل الذي يتعرض لحملة تشويه شرسة منذ أسابيع، استُغلت فيها قضية معروضة أمام القضاء للنيل من سمعته ومكانته السياسية.

بكسره للبروتوكول الحزبي، أعاد أخنوش ترتيب الصورة أمام الجميع، ليؤكد أن بودرقة محل ثقة القيادة، وفاعل رئيسي وأساسي في تنزيل “مسار التنمية” بعاصمة سوس. هذه الخطوة اعتبرت رداً حاسماً على “الهجمات الإعلامية المُغذّاة من جهات معلومة”، والتي تسعى للنيل من موقع بودرقة كأحد ركائز مشروع التغيير الذي انطلق قبل ثلاث سنوات بأكادير.

“لا نؤمن بالشعارات بل بالمنجزات”: تأكيد على المسار التنموي
لم يقتصر الملتقى على الرسائل الداخلية، بل كان مناسبة لتجديد العهد مع القواعد والقيادات، وتأكيد أن “مسار الإنجازات” مستمر. في هذا السياق، أكد كريم أشنكلي، المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة سوس ماسة، أن الحزب “لا يؤمن بالشعارات وإنما بالمنجزات الواقعية”. واستعرض أشنكلي المشاريع التنموية التي أنجزتها الحكومة برئاسة أخنوش، من توفير الماء الصالح للشرب والتطهير السائل، إلى تأهيل المراكز القروية والحضرية.

ووجه أشنكلي خطاباً مباشراً لأخنوش، مؤكداً على السير معه في مسار الثقة وتنزيل مشاريع التنمية وفق الرؤية الملكية السامية، مجدداً العهد على مواصلة العمل تحت قيادة الرئيس. كما أشار إلى أن “الحلم الذي راود المغاربة حول مغرب الجهات لم يعد مجرد تصور نظري، بل تحول إلى واقع بفضل الدينامية الجديدة التي يشهدها المغرب في عهد هذه الحكومة”.

دحض الشائعات وإعلان سوس ماسة “قلعة تجمعية”
الملتقى كان أيضاً فرصة لدحض الشائعات التي تستهدف الحزب. وكشف أشنكلي عن “مضايقات إلكترونية” تطال الحزب، نافياً بشكل قاطع وجود أي خلاف بينه وبين  مصطفى بودرقة، وشدد على أن هذه الإشاعات تهدف إلى التشويش ولا تعكس حقيقة الانسجام داخل البيت التجمعي.

في ختام كلمته، أكد أشنكلي أن جهة سوس ماسة أصبحت اليوم “قلعة تجمعية بامتياز”، بفضل انخراط المواطنات والمواطنين في الدينامية الإصلاحية ومواكبتهم لجهود الحزب. وهو ما يؤكد على أن الحزب عازم على مواصلة أداء رسالته السياسية والتنموية بكل مسؤولية ومصداقية.

لقد نجح لقاء أكادير في تحويل إجلاس بودرقة إلى جوار أخنوش من مجرد لقطة عابرة إلى عنوان صريح: “نحمي أبناءنا، ونحارب الظلم بالوفاء”. فهل يشكل هذا الملتقى نقطة تحول في مسار الحزب بالجهة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى