فريق مستقبل أزرو لكرة القدم: تاريخ من النضال والعطاء في خدمة الشباب

يُعد فريق مستقبل أزرو لكرة القدم علامة رياضية بارزة في جهة سوس ماسة، حيث تأسس في الثامن من غشت عام 1978. لم يكن هذا الفريق مجرد كيان رياضي، بل حمل على عاتقه رسالة سامية تجاوزت حدود الملعب الأخضر، ليضطلع بأدوار اجتماعية وتربوية رائدة ساهمت في بناء شخصيات المئات من شباب الحي.

في بداياته، كان الفريق يتمرن ويستقبل منافسيه على أرضية ملعب واد سوس، في ظروف صعبة وإمكانيات محدودة. ومع التطور اللافت الذي شهده الفريق بمرور الوقت، انتقل ليستقبل ويتدرب حاليًا في الملعب البلدي بحي أزرو أيت ملول، مما أتاح له آفاقًا أوسع لتحسين الأداء وتنمية مهارات لاعبيه.

لقد صمد الفريق لأكثر من خمسة عشر عامًا في وجه التحديات، دون أي دعم مالي أو منحة رسمية، وظل متمسكًا برسالته بفضل إصرار شبابه وحماس مؤسسيه. شكلت أول منحة حصل عليها الفريق، والتي لم تتجاوز ألفي درهم، دفعة رمزية أكدت الاعتراف بجهود أبناء الحي. تأسس الفريق على يد نخبة من الغيورين، من بينهم الإعلامي المعروف بإذاعة راديو بلوس السيد محمد والكاش، والفقيد إبراهيم أساحمور، الذين وضعوا الأسس الأولى لهذا المشروع الرياضي والاجتماعي الطموح.

لم يكن فريق مستقبل أزرو مجرد نادٍ رياضي، بل تحول إلى مدرسة حقيقية أفرزت أطرًا وكفاءات في مختلف المجالات، من أساتذة ودكاترة ومهندسين. كما وفر الفريق التأطير والتكوين والمتابعة النفسية والاجتماعية لعشرات الشباب، وحماهم من الوقوع في براثن الانحراف وآفة المخدرات.

واليوم، ورغم الصعوبات، يواصل فريق مستقبل أزرو مسيرته بفضل جهود المخلصين من أبناء الحي ودعم المجلس الجماعي، ليظل حاضرًا بقوة في منافسات عصبة سوس ماسة، يشارك، ينافس، ويؤمن بأن الرياضة الحقيقية هي التي تصنع الإنسان قبل حصد الألقاب.

يتبنى الرئيس الحالي، حسن الخضير، بمعية مكتبه الشاب، رؤية جديدة تهدف إلى تحقيق نمو مستدام للفريق. تتضمن هذه الرؤية البحث عن مصادر تمويل إضافية لتجاوز العجز المالي، ووضع استراتيجية محكمة تضمن التقدم نحو تحقيق تطلعات الفريق، والاستفادة من تجارب السنوات الماضية.

في عالم اليوم، أصبحت الرياضة علمًا له أسسه وقواعده، وليست مجرد هواية عابرة. ظهرت تخصصات أكاديمية مثل التكوين في إدارة الرياضة، التي تسعى إلى تطوير البنية التنظيمية والاحترافية للأندية الرياضية. تحقيق هذه الأهداف الطموحة يتطلب دعمًا ماديًا أكبر وحكامة رشيدة، وهو ما يستدعي تضافر جهود الشباب ذوي الفكر المقاولاتي والاحترافي. وفي هذا السياق، يظل تعاون الغيورين من أبناء الحي المحرك الأساسي للتحفيز، حيث لا يمكن لأي فريق رياضي أن يحقق النجاح المستدام دون عمل جماعي ومساهمة فعالة من الجميع.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى