
شهدت مدارة “توهمو”، قبل قليل، تدخلاً طال انتظاره من قبل الساكنة، حيث قامت فرقة تقنية تابعة للمصالح المختصة بمحاولة لإصلاح عطب في الإنارة العمومية بعد انقطاع دام لأشهر. ورغم ترحيب السكان بهذه الخطوة، إلا أن طريقة تنفيذ العملية أثارت استغرابًا واسعًا بسبب ما وصفه المارة بـ”غياب الاحترافية” و”التهاون في شروط السلامة”.
فعلى الرغم من أهمية المحور الطرقي الذي تشغله هذه النقطة، لوحظ أن فريق الصيانة قام بأعمال الإصلاح دون استخدام قفازات واقية أو أي معدات حماية شخصية، كما اعتمدوا على ضوء هواتفهم المحمولة لتحديد موقع العطب في الشبكة الكهربائية، وهو ما اعتبره العديد من المارة مشهدًا “مُربكًا” وينم عن نقص في التجهيزات الأساسية.
هذه الواقعة تفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول ظروف عمل الفرق التقنية ومدى التزام الجهات المعنية بتوفير أدوات السلامة المهنية، خاصة في أعمال تتعلق بالكهرباء التي تتطلب أعلى درجات الحذر. كما تبرز إشكالية التخطيط المسبق للتدخلات الطارئة، حيث كان من المفترض توفير إضاءة احتياطية ومعدات وقائية قبل الشروع في العمل.
يذكر أن المنطقة عانت لأشهر من انقطاع تام للإنارة العمومية، مما زاد من صعوبة التنقل ليلاً، ورفع من مخاطر الحوادث بالنسبة للسائقين والراجلين. وقد عبر العديد من السكان عن استيائهم من التأخير في معالجة العطب، رغم شكاواهم المتكررة.
وفي ظل غياب أي توضيح رسمي من الجهات المسؤولة حول أسباب التأخير أو ظروف التدخل، تبقى الأسئلة مطروحة حول جودة الخدمات المقدمة ومدى مراعاة معايير السلامة للعمال والمواطنين على حد سواء.
تدعو هذه الحادثة إلى مراجعة شاملة لآليات الصيانة وتدخلات الطوارئ، مع ضرورة توفير المعدات اللازمة وضمان تكوين العمال على معايير السلامة. كما يُنتظر من الجهات المعنية تقديم توضيحات رسمية حول هذه الواقعة، والكشف عن الإجراءات التي ستتخذها لتجنب تكرار مثل هذه الأخطاء في المستقبل.
في الوقت الراهن، يبقى السكان في انتظار خطوات ملموسة لتحسين جودة الخدمات العمومية، والتي يجب أن ترتكز على الاحترافية والشفافية، مع وضع سلامة المواطنين والعمال في صدارة الأولويات.