
في سابقة تعكس تردي خدمات النظافة في جماعة آيت ملول، وجهت مستشارة جماعية رسالة عاجلة إلى رئيس المجلس ونائبه، تعبر فيها عن استيائها العميق من تراكم النفايات في حي أزرو لمدة أربعة أيام متتالية، دون أي تدخل يُذكر من طرف الجهات المسؤولة.
الرسالة، التي تم توجيهها عبر مجموعة خاصة بأعضاء المجلس الجماعي، لم تكتفِ بوصف الوضع بـ”المخجل”، بل طالبت بتدخل عاجل وفوري لمعالجة المشكلة، داعية إلى تحمل المسؤولية واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار هذه الأزمة. اللافت في الأمر أن هذه الشكوى جاءت من عضوة في الأغلبية المسيرة، مما يسلط الضوء على وجود خلل واضح في تدبير قطاع النظافة، ويفتح باب التساؤلات حول مدى تجاوب المجلس الجماعي مع تطلعات السكان وانتظاراتهم.
تساؤلات حول إدارة قطاع النظافة
تراكم النفايات في حي أزرو ليس مجرد حادثة معزولة، بل يعكس مشكلة أعمق تتعلق بفعالية إدارة قطاع النظافة في الجماعة. فغياب شاحنات جمع القمامة لمدة أربعة أيام متتالية يثير علامات استفهام حول قدرة المصلحة المكلفة بتدبير هذا القطاع على الالتزام بمسؤوليتها، ومدى متابعة المجلس الجماعي لالتزاماتها. كما يطرح تساؤلات حول توزيع الموارد اللوجستية والبشرية المخصصة لهذا المجال، ومدى نجاعة منظومة الرقابة المفروضة على مصلحة النظافة.
ردود فعل الساكنة وتزايد الضغوط على المجلس
استياء الساكنة لم يقتصر على الشكاوى الفردية، بل تصاعد ليأخذ شكل مطالب جماعية بتوفير حلول مستدامة لهذه الإشكالية المتكررة. فالساكنة، التي تعاني من انتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض، بدأت تتساءل عن مدى التزام المجلس الجماعي بالوفاء بتعهداته في تحسين جودة الخدمات الأساسية. في المقابل، تتزايد الضغوط على المجلس الجماعي لإيجاد حلول عاجلة، سواء من خلال تفعيل دور المراقبة والمحاسبة على مسؤولي المصلحة المكلفة، أو عبر البحث عن بدائل أكثر كفاءة في تدبير هذا القطاع الحيوي.
استعادة ثقة المواطنين… أولوية قصوى
لا شك أن هذه الأزمة تشكل اختبارًا حقيقيًا للمجلس الجماعي، فإما أن ينجح في استعادة ثقة المواطنين من خلال اتخاذ إجراءات ملموسة وفعالة، أو أن يفقد المزيد من رصيده الشعبي، خصوصًا مع تصاعد الوعي الجماعي بأهمية جودة الخدمات الأساسية. المواطنون اليوم لا يطالبون بأكثر من حقهم في العيش في بيئة نظيفة وصحية، وهو ما ينبغي أن يكون على رأس أولويات المجلس الجماعي في المرحلة المقبلة.
أزمة تراكم النفايات في حي أزرو ليست مجرد مشكلة نظافة، بل هي مؤشر على الحاجة إلى حكامة جيدة وقرارات جريئة تعيد الأمور إلى نصابها، قبل أن تتفاقم الأوضاع أكثر.