
لا يزال سكان حي قصبة الطاهر بأيت ملول يعانون من كارثة بيئية خطيرة تهدد صحتهم وحياتهم اليومية، نتيجة الاستمرار المتكرر في حرق الأزبال وسط الأحياء السكنية. هذه الممارسة غير المسؤولة تحولت إلى كابوس يومي يخنق السكان، في ظل صمت مطبق من الجهات المسؤولة، وعلى رأسها المجلس الجماعي للمدينة.
إن ما يحدث في هذا الحي ليس مجرد خطأ إداري أو إهمال عابر، بل هو جريمة بيئية مكتملة الأركان، تُرتكب بدم بارد في حق الساكنة التي تجد نفسها محاصرة بأدخنة خانقة تؤثر على صحتهم، خاصة الأطفال وكبار السن وذوي الأمراض التنفسية. هذا الوضع لم يعد يُحتمل، والوعود الفارغة التي تتكرر كل مرة لم تعد مقبولة، فقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى.
أمام هذه الكارثة، توجه فعاليات المجتمع المدني نداءً عاجلًا إلى رئيس جماعة أيت ملول، مطالبةً إياه بتحمل مسؤولياته واتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الجريمة البيئية. فالصحة العامة ليست مجالًا للمساومة أو التأجيل، ولا يمكن السكوت عن استمرار هذا العبث الذي يعرض حياة المواطنين للخطر.
إن سكان الحي، ومعهم مختلف الفعاليات المدنية، يؤكدون أن الصبر قد نفد، وأن التجاهل المستمر لهذه الأزمة لن يمر دون رد فعل قوي. فإما أن يتحرك المجلس لوقف هذا الاعتداء الصارخ على البيئة وصحة السكان، أو أن تتحمل العواقب كاملة. لم يعد هناك مجال للمزيد من الصمت، فصحة المواطنين خط أحمر، ولن تتراجع الساكنة عن المطالبة بحقها المشروع في بيئة نظيفة وآمنة.