تبعاً لتوصيات النسخة الثانية للمناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة، الرامية إلى توسيع شبكة الديمقراطية التشاركية وإدماج المواطنين في جميع السياسات المحلية والترابية، وخطة انفتاح الجماعة 2024-2025، استقبل فضاء أيت ملول للتشاور بجماعة أيت ملول، نظيره الفضاء التشاوري لتارودانت، يومه الأحد 22 دجنبر 2024، حيث أشرف الطرفان على توقيع ميثاق تعاون، من أجل تعزيز المقاربة التشاركية وتشجيع روح التشاور والترافع والمشاركة المواطنة، بما ينسجم مع اختصاصاتها القانونية ومجالات تدخلها.
وقد ترأس أشغال هذا اللقاء التواصلي النائب الأول لرئيس جماعة أيت ملول “إبراهيم طير”، بحضور السادة: رئيس القسم الإداري والقانوني، الكاتب الخاص للرئيس ونقطة ارتكاز الشبكة المغربية للجماعات المنفتحة بالجماعة، رئيس مكتب الإعلام والتواصل، رئيس مصلحة الحسابات والميزانية والصفقات والمشتريات، رئيس مصلحة التجديد الحضري والبيئة، رئيس مصلحة الشؤون الثقافية والاجتماعية، رئيسة هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع بالجماعة، رئيس المجلس الاستشاري المحلي للإعلام والاتصال وصناعة المحتوى، رئيس فضاء أيت ملول للتشاور، وأعضاء الفضاء، المدير التنفيذي لجمعية شباب تمدولت.
وحضر من جانب جماعة تارودانت، كاتب مجلس جماعة تارودانت، أعضاء من المجلس، منسق الفضاء التشاوري لتارودانت، رئيسة مكتب الإعلام والتواصل، رئيس مصلحة الشؤون الثقافية والاجتماعية والرياضية، أعضاء الفضاء التشاوري، ممثلي المجلس المحلي للشباب بتارودانت، رئيس هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع.
وفي كلمة افتتاحية له، أكد النائب الأول للرئيس “إبراهيم طير”، ان نجاح أي تجربة تشاورية بالجماعات رهينة بوجود إرادة سياسية وإيمان قوّي بدور الآليات التشاركية، خاصة مع تأكيد مخرجات المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة الآخيرة بطنجة، على توسيع شبكة الديمقراطية التشاركية وإدماج المواطنين في جميع السياسات المحلية والترابية، وعدم اختصار دور المواطن في العملية الانتخابية فقط، بل ضمان مشاركته الدائمة والمستمرة في صنع القرار العمومي، باعتباره مدخلا حقيقيا وأساسيا من بين أهم المداخل لتحقيق المشاركة المدنية المواطنة، وتكريس مبادئ دستور المملكة المغربية، والقانون التنظيمي للجماعات 113.14، وخاصة في المواد 119 و 120 التي حددت مجموعة من الأسس والآليات الكفيلة بتحقيق مشاركة فعالة للمواطنين والمواطنات ومختلف الفاعلين في الشأن العام. ومن أبرز هذه الآليات: العرائض، الهيئات التشاورية، اللقاءات العمومية، وغيرها من الممارسات التي تساهم في تفعيل هذه المشاركة وتعميقها. وفي هذا السياق، عملت جماعة أيت ملول على قطع أشواط متقدمة في تفعيل آليات الديمقراطية التشاركية، من خلال إرساء ثقافة القرب والانفتاح، والتفاعل والتواصل مع المواطنين. ومن بين هذه الجهود، تأسيس ثلاث هيئات استشارية لدى مجلس جماعة أيت ملول.
وعرف هذا اللّقاء، عرض تجربتي عمل الهيئتين الاستشاريتين المحدثين لدى كل من جماعة أيت ملول وجماعة تارودانت (فضاء أيت ملول للتشاور والفضاء التشاوري لتارودانت)، والاطلاع على تجربة بلورة الآراء الاستشارية وتدبير العرائض، وفتح نقاش جدّي حول العمل المنجز والإكراهات التي يمكن أن يواجهها التنزيل الفعلي للأدوار الاستشارية للهيئتين.
كما تم زيارة مقر جمعية مستثمري الحي الصناعي لأيت ملول، حيث قدّمت للهيئتين الاستشاريتين عرضاً حول برنامج عمل الجمعية ومجالات تدخلها. وزيارة المركز الثقافي لأيت ملول، للاطلاع على تجربة عمل هذه المنشأة الثقافية.
واختتمت هذه الزيارة بتوقيع ميثاق تعاون يجمع فضاء أيت ملول للتشاور بالفضاء التشاوري لتارودانت، يهدف لتجسيد روح التعاون المشترك، وترسيخ قيم الحوار والشراكة.
وجدير بالذكر أن فضاء أيت ملول للتشاور هو هيئة استشارية أحدثها المجلس الجماعي لأيت ملول سنة 2022،في إطار تنزيل الهياكل الاستشارية للمجلس من خلال الآليات التشاركية للحوار والتشاور المتضمنة في نظامه الداخلي، ويتكون من 22 عضواً، ويتمثل الدور الأساسي لهذا الفضاء في العمل الاستشاري والتفكير الجماعي، بهدف إبداء الآراء والمقترحات التي تسهم في اتخاذ القرارات التنموية المهمة التي تخص الجماعة، سواء في المجالات الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية أو البيئية، وتسهيل بلورة المبادرات التكاملية والتعاون بين مختلف الأطراف المعنية، والمشاركة في إعداد وتنفيذ وتتبع برنامج عمل الجماعة، وتقديم التوصيات اللازمة لتطويرها وتحيينها.
وقد سبق وان استفاد أعضاء هذه الهيئة، بناء على اتفاقية شراكة تجمع المجلس مع جمعية شباب تمدولت في إطار مشروع مختبر المواطنة، وجمعية الهجرة والتنمية، من حوالي 11 دورة تدريبية، في مجالات مختلفة لتعزيز قدرات الأعضاء في التواصل والترافع وبلورة الآراء الاستشارية والعرائض.