واقع الاحتقان والتوتر بجماعات إقليم اشتوكة أيت باها: وعود الرفاه وواقع التجاهل

تشهد جماعات قروية محسوبة على حزب التجمع الوطني للأحرار بإقليم اشتوكة أيت باها حالة من الاحتقان والتوتر بسبب تباين كبير بين الوعود بالرفاه والتنمية التي أطلقها رئيس الحزب، عزيز أخنوش، وبين الواقع الصعب الذي تعيشه الساكنة. ففي لقاءات عُقدت بمناطق مثل أدرار وأزغار، طُرحت وعود كبيرة بتحسين ظروف العيش وتوفير الخدمات الأساسية، وسط أجواء من الرفاه والإبهار على طاولات ضيافة زاخرة. ومع ذلك، يتجلى اليوم بوضوح خيبة أمل الساكنة التي لم ترَ على الأرض ما يعكس تلك الوعود.

ولعل السبب الرئيسي لهذا التناقض هو اختيار الساكنة لـ”السيئ بدل الأحسن”، حيث أصبحت الجماعات المحلية تدور في حلقة مفرغة من التجاذبات السياسية والعجز عن تحقيق التنمية الموعودة. وفي ظل تردي الأوضاع التنموية، فإن المجلس الإقليمي لا يجد سوى خيار عقد دورات استثنائية، والتي يرى البعض أنها قد تقتصر على قراءات فاتحة، في إشارة رمزية إلى وضع التنمية المحتضر بالإقليم.

وفي خضم هذا الوضع المتأزم، برزت مقارنة مع مدينة تزنيت المجاورة، حيث أعلن أحد الشخصيات البارزة المنتمية لحزب الأحرار، عبد الله الغازي، عن حصيلة مشاريع منجزة ومخططة بلغت قيمتها 64 مليار سنتيم، خلال نصف الولاية فقط، مما يؤكد الفرق الشاسع في إدارة الشؤون المحلية بين جماعات إقليم تزنيت وجماعات اشتوكة أيت باها. هذا الفارق يظهر كيف أن جماعات الحزب في اشتوكة تبدو في عزلة تامة، حيث تقتصر أدوار أعضاء المجالس على الاستفادة من التعويضات عن المهام دون التوجه الجاد نحو تنمية فعلية تلبي تطلعات الساكنة.

وهكذا، يظل إقليم اشتوكة أيت باها، الذي يعاني من تهميش واضح، ضحية سوء إدارة من قِبل مسؤولين غير مهتمين سوى بمصالحهم الشخصية، مما يؤدي إلى تفاقم شعور الاستياء لدى السكان، الذين يعانون من غياب رؤية تنموية واقعية قادرة على رفع مستوى الخدمات وتعزيز البنى التحتية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى