أثار فيديو صادم تم تداوله على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر أطفالاً من جماعة وادي الصفاء وهم يستقلون “طريبورطور” في طريقهم إلى المدرسة، حالة من الغضب والاستياء بين رواد الإنترنت. هذا المشهد المؤثر فتح نقاشاً واسعاً حول واقع التعليم في المغرب، وكشف عن التفاوتات الصارخة بين المناطق الحضرية والقروية، وأعاد تسليط الضوء على معاناة الأطفال في المناطق النائية.
تفاعل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مع الفيديو بانتقادات لاذعة حول الوضعية المزرية التي يعيشها هؤلاء الأطفال، مشددين على خطورة التنقل في “طريبورطور”، وهو وسيلة نقل غير آمنة ولا تلائم نقل التلاميذ إلى المدرسة. وقد طالب الكثيرون بضرورة محاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال الكبير الذي يهدد حياة الأطفال ومستقبلهم، ودعوا إلى اتخاذ إجراءات فورية لتوفير حافلات مدرسية آمنة لجميع التلاميذ، وضمان حقهم في الوصول إلى مدارسهم في ظروف تحفظ كرامتهم وسلامتهم.
يأتي هذا الفيديو ليُذكرنا مجدداً بدور الإعلام في كشف الممارسات الخاطئة وتسليط الضوء على المشاكل الاجتماعية التي قد لا تحظى باهتمام كافٍ من السلطات. فالصور القاسية التي نقلها الفيديو تعكس جوانب من التهميش الذي يعاني منه سكان القرى، وخاصة الأطفال الذين يطمحون إلى الحصول على التعليم لكنهم يصطدمون بواقع مرير يتمثل في غياب البنية التحتية اللازمة.
إن هذا الحدث يعكس بوضوح الحاجة إلى تضافر جهود المجتمع المدني والسلطات المحلية والمركزية، من أجل توفير الخدمات الأساسية لجميع المواطنين، وضمان حق الأطفال في التعليم في بيئة سليمة وآمنة. فمن غير المقبول أن تظل مثل هذه المشاهد تتكرر في وقت يسعى فيه المغرب إلى تحسين جودة التعليم وتوفير فرص متساوية للجميع.
في نهاية المطاف، يجب أن يشكل هذا الفيديو دعوة للوعي والتغيير، وأن يحفز المسؤولين على اتخاذ خطوات ملموسة لتحسين البنية التحتية المدرسية في المناطق النائية وضمان حق كل طفل مغربي في التعليم في ظروف لائقة تضمن سلامتهم وكرامتهم.