في ظل الفيضانات العارمة التي اجتاحت منطقة طاطا، انطلقت فرق الوقاية المدنية من مدينة أكادير، بقيادة القائد الجهوي، في مهمة إنسانية بطولية لإنقاذ المتضررين والتخفيف من وطأة الكارثة. رجال الوقاية المدنية، الذين هرعوا إلى طاطا فور وقوع الفيضانات، أظهروا تفانيًا وشجاعةً منقطعة النظير، حيث تجنّدوا بكل طاقاتهم لتقديم المساعدة العاجلة للمتضررين.
مواجهة هذه الكارثة الطبيعية لم تكن سهلة، إذ عمل رجال الوقاية المدنية في ظروف صعبة مع ارتفاع منسوب المياه، مما شكل تحديات كبيرة أمام فرق الإنقاذ. إلا أن إرادتهم القوية وعزيمتهم مكنتهم من إنقاذ الأرواح وتقديم الإغاثة للعديد من الأسر التي تضررت من جراء هذه الفيضانات.
وقد عززت هذه الجهود الميدانية فرقة الكلاب المدربة على البحث والإنقاذ القادمة من مدينة الدار البيضاء، والتي لعبت دورًا حيويًا في تحديد مواقع المفقودين والمساعدة في عمليات البحث. هذه الإضافة المهمة ساهمت بشكل كبير في تسريع عمليات التدخل وتعزيز فعاليتها، مما أعطى أملاً كبيرًا للعائلات التي فقدت الاتصال بأفرادها.
وبتنسيق كامل مع السلطات المحلية، بقيادة السيد عامل إقليم طاطا، إلى جانب دعم الدرك الملكي والقوات المساعدة، أظهر رجال الوقاية المدنية من أكادير وطاطا عزيمة قوية وروح تضامنية عالية، مؤكدين وحدتهم وتفانيهم في خدمة الوطن. هذا التعاون بين مختلف الأجهزة المعنية يعكس الانسجام الكبير بين مؤسسات الدولة وسعيها المستمر لحماية المواطنين والوقوف إلى جانبهم في أصعب اللحظات.
وفي هذه اللحظات العصيبة، نتوجه بالدعاء بالرحمة والمغفرة لضحايا هذه الفيضانات، ونسأل الله أن يلهم أسرهم وذويهم الصبر والسلوان. كما نعبر عن شكرنا العميق وامتناننا لرجال الوقاية المدنية وكل من ساهم في هذه الجهود البطولية، الذين أظهروا مرة أخرى أن التضامن والإيثار هما العمود الفقري لتجاوز المحن والكوارث.
