في اليومين الأخيرين، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي ضجة واسعة حول مقاطع فيديو من مدينة أكادير، تزامنت مع انعقاد الدورة الخامسة للجامعة الصيفية لشبيبة حزب الأحرار. الحدث الذي كان من المفترض أن يكون منصة للحوار السياسي والنقاش حول مستقبل المغرب، تحول إلى مشهد مليء بالصخب والرقص على أنغام أغنية “مهبول أنا غادي فالاطوروت أنا”. هذا الأمر أثار تساؤلات حول ما إذا كان ذلك مجرد محاولة لصرف أنظار المغاربة عن الأزمات الحقيقية التي تعصف بالبلاد.
يرى متتبعون للمشهد السياسي أن هذا الحدث ليس سوى محاولة لإلهاء الرأي العام عما يحدث في شمال المغرب، حيث تتزايد محاولات الشباب المغربي للهجرة غير الشرعية نحو سبتة المحتلة. فقد أصبحت الهجرة حلم العديد من الشباب، الذين يشعرون بأنهم ضحايا لأزمة اقتصادية لم يشهدها المغرب من قبل، أزمة فاقمتها سياسات الحزب الحاكم.
يعتبر البعض أن تصرفات مناصري الحزب على وسائل التواصل الاجتماعي، ومحاولة إضفاء طابع احتفالي على الدورة الخامسة للجامعة الصيفية، تأتي في سياق محاولة لإخفاء الواقع المرير الذي يعيشه الشباب المغربي. بينما تعاني البلاد من البطالة والركود الاقتصادي، يظهر الحزب منشغلاً بتنظيم فعاليات ترفيهية بدلاً من التركيز على القضايا الجوهرية التي تؤرق الشعب.
الهجرة نحو سبتة وما تحمله من مخاطر ليست مجرد مسألة شبابية عابرة، بل هي دليل على فشل سياسات التنمية والفرص الاقتصادية في توفير مستقبل مشرق للشباب. في هذا السياق، يرى العديد أن اللجوء إلى مثل هذه الأحداث الصاخبة هو نوع من التغطية على العجز في مواجهة التحديات الحقيقية التي تواجه البلاد.
في الوقت الذي تشهد فيه البلاد تفاقمًا في مشاكل البطالة والتفاوت الاجتماعي، يبقى السؤال المطروح: هل تستمر محاولات الإلهاء هذه في تحقيق هدفها، أم أن صوت الشارع المغربي سيتعالى ليلفت الانتباه إلى الأزمات الحقيقية التي تتطلب حلولاً عاجلة وجذرية؟