تشهد مدينتا إنزكان وأيت ملول تفشيًا حادًا لظاهرة انتشار البعوض، مما أثار قلقًا بالغًا في صفوف السكان. وقد تحولت هذه المشكلة إلى هاجس يومي، مع تزايد المخاوف الصحية المرتبطة بانتشار الأمراض التي ينقلها البعوض.
وتعود أسباب هذه الأزمة إلى عدة عوامل، أبرزها تكاثر البعوض في البرك الراكدة والمستنقعات، بالإضافة إلى تسربات مياه الصرف الصحي التي تصبها إحدى الشركات بواد سوس، مما يوفر بيئة خصبة لتكاثر الحشرات. كما أن نقص حملات رش المبيدات وتراكم النفايات في حاويات الأزبال الممتلئة ساهما في تفاقم المشكلة، حيث تجذب هذه الحاويات الحشرات وتوفر لها بيئة مناسبة للتكاثر.
وقد عبر العديد من السكان عن استيائهم من هذه الوضعية، مؤكدين أنهم يعانون من لسعات البعوض بشكل مستمر، خاصة في المناطق القريبة من واد سوس وحاويات الأزبال. كما طالبوا الجهات المسؤولة باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة مشكلة تسربات مياه الصرف الصحي، وتكثيف حملات الرش، وتنظيف الأماكن التي تتجمع فيها المياه الراكدة، وزيادة عدد حاويات الأزبال وتفريغها بانتظام لتجنب إلقاء النفايات في الأماكن العشوائية.
من جهتهم، يرى الفاعلون الجمعويون أن الحل يكمن في معالجة الأسباب الجذرية للمشكلة، وذلك من خلال محاسبة المسؤولين عن تسربات مياه الصرف الصحي بواد سوس، وتنفيذ مشاريع بيئية مستدامة، وتوعية المواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة والنظافة.
وفي ظل هذا الوضع، تبرز الحاجة إلى تضافر جهود جميع الأطراف، من سلطات محلية وفاعلين جمعويين وسكان، من أجل إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة التي تهدد صحة وسلامة المواطنين.