مهرجان الساحل في تزنيت: احتفاء بالتراث وإشراقة ثقافية جديدة

في ليلة سحرية، تحت سماء أربعاء الساحل المتلألئة،واحتفالا بذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب المجيد، انطلق أمس الجمعة 30 غشت 2024 مهرجان الساحل في نسخته الأولى، حاملًا معه نبض الحماس والفرح. اجتمع الحشد الغفير في ساحة الاحتفالات، التي تزينت بألوان زاهية وأضواء ساطعة، للاحتفاء بتراثهم العريق وتجربة أجواء من المرح والترفيه.

انطلقت فعاليات المهرجان بتوافد الفرسان في أبهى حللهم، مستعرضين مهاراتهم الفروسية في عروض التبوريدة المذهلة التي أبهرت الحضور. صدحت الهتافات الحماسية مع كل حركة أنيقة للخيول، فيما ارتفعت سحب الغبار في الهواء، معبرة عن حماسة الفرسان وشجاعتهم.

ولم تقتصر فعاليات المهرجان على عروض التبوريدة فحسب، بل امتدت لتشمل باقة متنوعة من الأنشطة الفنية والثقافية. فقد استمتع الحضور بسهرات موسيقية حماسية قدمت فيها أجمل الأغاني الشعبية، والتي ألهبت الحماس في قلوب الجميع. كما تم تنظيم العديد من العروض الفنية التقليدية التي تعكس غنى التراث المغربي، والتي أظهرت براعة الحرفيين والفنانين المحليين.

وشهد المهرجان حضورًا لافتًا للعديد من الشخصيات البارزة من المنطقة، من بينهم رئيس الجماعة الترابية السيد ابراهيم بوخالد ورئيس جمعية ادموسى للتنمية والتعاون، و”باشا” قائد قيادة أربعاء الساحل السيد أحمد فارس، إلى جانب رئيس المجلس الإقليمي لتزنيت، وقائد المركز الترابي للدرك الملكي باكلو، وعدد من المنتخبين وأعوان السلطة وأبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج. هذا الحضور يؤكد على أهمية هذه المبادرات الثقافية ودعمها من قبل مختلف الفئات.

وفي إطار حرص المنظمين على تعزيز القيمة الفنية للتراث المغربي الأصيل، تم تنظيم العديد من الورشات والأنشطة التفاعلية التي شجعت الحضور على المشاركة والتعرف عن قرب على مختلف جوانب التراث. كما تم تخصيص ركن للحرفيين والصناع التقليديين لعرض منتجاتهم وتسويقها، مما ساهم في دعم الاقتصاد المحلي.

بفضل التنظيم المحكم والجهود المبذولة من قبل السلطات المحلية والجمعية المنظمة، حقق مهرجان الساحل نجاحًا كبيرًا، وأصبح حدثًا سنويًا ينتظره الجميع بفارغ الصبر. فقد تمكن المهرجان من تحقيق أهدافه في إحياء التراث الثقافي، وتعزيز الروابط الاجتماعية، ودعم السياحة المحلية.

 يمكن القول إن مهرجان الساحل قد أثبت أنه منصة حقيقية للاحتفاء بالتراث المغربي وتبادل الثقافات. نتطلع إلى المزيد من النسخ الناجحة لهذا المهرجان الذي يمثل إضافة نوعية للمشهد الثقافي بالمنطقة.

A.Boutbaoucht

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى