في تطور يعكس تصاعد الاستياء بين الأوساط الفنية في جهة سوس ماسة، قدّم المكتب الجهوي للنقابة المغربية للمهن الفنية شكاية رسمية إلى السيد والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان. تأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من التحركات والتصريحات التي أطلقتها النقابة احتجاجًا على ما وصفته بالإقصاء والتهميش الممنهج الذي يعاني منه الفنانون السوسيون في المهرجانات الثقافية والفنية المنظمة على تراب الجهة.
وتضمنت الشكاية تفاصيل دقيقة حول معاناة الفنانين المحليين الذين يشتكون من غياب الإنصاف في اختيار المشاركين في الفعاليات الجهوية. وأكد المكتب الجهوي أن هذه الممارسات تتعارض مع التوجهات الوطنية التي تدعو إلى تعزيز الثقافة المحلية ودعم التنوع الفني، معتبرًا أن الإقصاء المتواصل للفنانين السوسيين لا يمكن اعتباره سوى انتهاك لحقوقهم الثقافية والمهنية.
وأشارت الشكاية إلى أن العديد من الفنانين السوسيين يجدون أنفسهم محرومين من فرص المشاركة في المهرجانات التي تقام على أرضهم، رغم تمتعهم بقدرات إبداعية متميزة وتجربة طويلة في الميدان الفني. وأضافت النقابة أن هذه الظاهرة لا تقتصر على فنان أو اثنين، بل أصبحت قاعدة تشمل العديد من الفعاليات، مما يثير التساؤلات حول معايير الاختيار ومدى شفافيتها.
وأكد المكتب الجهوي في شكايته أن الإقصاء المتعمد للفنانين السوسيين يهدد النسيج الثقافي للجهة ويؤثر سلبًا على تطور الفن المحلي. كما أعرب عن قلقه من أن هذه الممارسات قد تؤدي إلى تفاقم مشاعر الاستياء بين الفنانين المحليين، مما قد يدفعهم إلى اتخاذ خطوات تصعيدية في حال استمرار تجاهل مطالبهم.
وفي هذا الصدد، طالب المكتب الجهوي من السيد والي الجهة التدخل العاجل لوقف هذه الممارسات وضمان مشاركة عادلة للفنانين السوسيين في المهرجانات والفعاليات التي تُنظم على مستوى الجهة. وأكدت النقابة أن التفاعل الإيجابي مع هذه الشكاية سيشكل خطوة مهمة نحو تصحيح المسار وضمان عدالة ثقافية حقيقية تعكس التنوع الفني للجهة وتبرز مواهبها المحلية.
كما دعا المكتب الجهوي جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المسؤولين الثقافيين ومنظمي المهرجانات، إلى مراجعة سياساتهم بشكل يضمن تمثيلاً عادلاً وشاملاً لكل الفنانين بالجهة، دون تمييز أو إقصاء، والعمل على وضع خطط واستراتيجيات تحقق العدالة الثقافية والاعتراف بمساهمة الفنانين السوسيين في المشهد الفني الوطني.